سيتم في الأيام القليلة المقبلة تنظيم دورة وطنية تكوينية لفائدة ممارسي المهن الحرفية الخطيرة، وخاصة صقل الحجارة، حسبما أكده بباتنة المدير العام للصناعة التقليدية والحرف بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، سيد علي بن السبع. وأوضح ذات المسؤول على هامش اليوم الإعلامي والتحسيسي الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية والحرف محليا حول المخاطر الصحية لحرفة صقل الحجارة والإجراءات الوقائية منها، أن هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها وطنيا ستتناول السلامة والأمن المهنيين، لاسيما في مجال صقل وقطع الحجارة وسيكون لفائدة الحرفيين الممارسين لهذا النشاط المسجلين على مستوى غرف الصناعة التقليدية والحرف بمختلف ولايات الوطن. وأفاد المتحدث بأن هذا اليوم التحسيسي الذي حضره مدراء 13 غرفة للصناعة التقليدية والحرف، ستليه لقاءات أخرى مماثلة عبر باقي الولايات كما سيتم إصدار دليل وقائي للمهن الخطيرة ومنها صقل الحجارة وقطع الرخام وسيوزع مجانا على كل الحرفيين الممارسين لهذا النشاط. وشدد بالمناسبة، على ضرورة تحسيس ممتهني صقل وقطع الحجارة وبصفة مستمرة بخطورة هذه المهنة وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة مع وجوب الانخراط والتسجيل في غرف الصناعة التقليدية والحرف للحصول على بطاقة حرفي للاستفادة بالامتيازات التي تنجم عن هذا الإجراء. فعدد ممتهني هذه الحرفة المحصيين رسميا على المستوى الوطني لا يتعدى، وفق ذات المسؤول، 200 حرفي منهم 10 بولاية باتنة والباقي غير معروفين ويزاولون نشاطهم في أماكن غير محددة. من جهته، أكد والي باتنة، محمد سلماني، الذي أشرف على افتتاح هذا اللقاء بقاعة البحث العلمي بجامعة باتنة 2 على استعداد مصالح الولاية لمساعدة حرفيي منطقة تكوت المعروفة بهذا النشاط لاقتناء آلات قطع وصقل الحجارة مزودة بكمامة وقائية تم تصنيعها محليا. بدوره، أوضح مسيّر المؤسسة الخاصة التي طرحت هذه الآلة منذ سنة 2011 وعرضها بالمناسبة، المهندس والمختص في الميكانيك، عبد العزيز أبركان، أن استعمال هذه الآلة التي تشتغل بالكهرباء يمنع استنشاق الغبار الناجم عن عملية صقل وقطع الحجارة إلى جانب سعرها الذي لا يتعدى 30 ألف د.ج باحتساب كلفة الكمامة. وحسبما ورد في مداخلات هذا اليوم التحسيسي بحضور ممثلي كل القطاعات المعنية، فإن ممارسي مهنة صقل الحجارة بتكوت وضواحيها يتراوح عددهم حاليا ما بين 300 و400 حرفي فيما لا يتعدى عدد الحرفيين المسجلين منهم في غرفة الصناعة التقليدية والحرف محليا والحائزين على بطاقة حرفي ال3 فيما تحصي حرفة قطع الرخام 7 حرفيين. من جهته، أشار رئيس مصلحة الهياكل والمهن بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية، الدكتور عبد الفريد عبد السلام، أن القطاع محليا سجل منذ سنة 2000 إلى اليوم 925 شاب ممارس لهذه المهنة عبر الولاية أغلبهم بتكوت فيما بلغ عدد الوفيات بسبب تيبس الرئتين الناجم عن صقل الحجارة إلى غاية اليوم 111 ضحية منهم 6 حالات سجلت في سنة 2017. وبالنسبة للتكفل بالمصابين بداء السيليكوز الناجم عن استنشاق ذرات السليس التي تتراكم في القصيبات الهوائية بالرئتين والتي تؤدي إلى صعوبات في التنفس ووجوب اللجوء إلى التنفس الاصطناعي، فقدر المبلغ الخاص ب10 حالات فقط خلال سنة 2016 لشراء 1075 عبوة من الأكسجين مبلغا ب3،9 مليون د.ج، يضيف الدكتور عبد السلام. وشدد المتحدث على أن قطاع الصحة، لحد الآن، لم يقصر وقدم التكفل اللازم للمصابين بهذا الداء الذي يبقى مستعصيا، إلى حد الآن، ويقتصر التدخل فيه على توفير الأكسجين للمريض الذي يصبح بعد فترة قصيرة من المرض غير قادر على التنفس طبيعيا. ومن جهتها، بينت الدكتورة وصال بن حسين، المختصة في طب العمل بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة وممثلة لوحدة فحص ومتابعة السيليكوز بباتنة في مداخلتها، أن التكفل بإشكال السيليكوز محليا يقتضي خبرة متعددة الاختصاصات. يذكر أن المداخلات المسجلة في هذا اليوم الدراسي من طرف ممثلي كل القطاعات المعنية أعقبتها مناقشة ثرية ركزت بالدرجة الأولى على كيفية إقناع ممارسي صقل الحجارة بتكوت بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، لكنه تميز بغياب ملفت لحرفيي هذه المهنة واقتصر على حضور رمزي لممثلهم على مستوى غرفة الصناعة التقليدية والحرف محليا.