شنت جمعيات المجتمع المدني حملة شرسة ضد ما تداول حول ما أصدرته وزارة العمل السعودي والرامي لفتح باب التوظيف للنساء الجزائريات كخادمات بيوت، وهو الأمر الذي لاقى رفضا واسعا في أوساط المجتمع واعتبرته هذه الاخيرة إهانة لكرامة المرأة الجزائرية. عبّر العديد من الجزائريين عن سخطهم الشديد حول ما تداول حول قرار وزارة العمل السعودي حول فتح باب التوظيف للنساء الجزائريات كخادمات في البيوت، وهو ما اعتبره المجتمع إهانة لكرامة المرأة الجزائرية وضرب لقيم المجتمع بأكمله، حيث عبر العديد عن سخطهم الشديد لهذا القرار الذي اعتبر إذلالا للمرأة الجزائرية، وهو ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي والذين هبوا ضد القرار رافضين الأمر جملة وتفصيلا باعتباره يمس كرامة المرأة الجزائرية ويمس كرامة الوطن، حيث ما إن نشر هذا الخبر حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالأمر دفاعا عن المرأة الجزائرية وكرامتها وردا لاعتبارها ومكانتها الحقيقية كسيدة وليست خادمة في بلد أجنبي يعمد لإهانتها وتشويه سمعتها، رافعين شعار الجزائريون يزلزلون الارض لأجل نسائهم يا آل سعود . جعفري: قرار وزارة العمل السعودية إهانة للمرأة الجزائرية وفي ذات السياق، أوضحت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمراة الجزائرية، في اتصال ل السياسي ، أن حفيدات فاطمة نسومر وحسيبة بن بوعلي ووريدة مداد لسن عبيدا ولسن خادمات للعائلات السعودية، والمرأة الجزائرية ترفض أن تحيا هكذا معيشة كخادمة لعائلة خارج بلدها، والمجتمع الجزائري محافظ ولا يقبل أي أحد أن تذهب المرأة الجزائرية إلى بلد آخر لأجل عمل كهذا. ونحن كهيئة ندافع عن المرأة الجزائرية ونرفض الأمر جملة وتفصيلا إذ ان أبواب العمل مفتوحة للجزائريات بوطنهم الأم، ونحن نعتبر ما قامت به السلطات السعودية هجمة لضرب أركان المجتمع الجزائري المحافظ، وهذا لن يكون أبدا مادام فيه مجتمع يرفض الأمر، وليتأكدوا أننا لسنا نحن الجزائريون الذين يبعثون بناتهم للعمل كخادمات في البيوت في وطن أجنبي ومن المفترض ان السعودية بلد إسلامي فكيف تقوم بأمر كهذا واستقبال نساء دون محارم، إذ انه وليس من شيمنا القيام بأمور كهذه وتهجير بناتنا ونسائنا لأجل لقمة العيش فالجزائر توفر كل شيء وغنية عن مثل هكذا أمور . صدام: المرأة الجزائرية حرة وشريفة ولن تعمل كخادمة في بلد أجنبي ومن جهتها، أكدت حدة صدام، رئيسة جمعية أمل الناشطة بولاية باتنة، أنها كرئيسة جمعية تهتم بالنساء وكمواطنة جزائرية ضد الفكرة الرامية لإهانة المرأة الجزائرية وتشويه سمعتها، حيث أوضحت أن الجزائريات لم تخلقن لهكذا عمل لصالح بلد أجنبي وهي ليست عبيدا وقرار كهذا إهانة لوطن وإهانة للجزائريات، إذ تتوفر أعمال ومناصب متعددة بداخل وطننا فلماذا تلجأ المرأة الجزائرية لهكذا أعمال وإذلال نفسها. جمعية حورية : المرأة الجزائرية لن تعمل كخادمة وفي ذات السياق، أكدت دليلة حسين، رئيسة جمعية حورية للمرأة الجزائرية بمكتب العاصمة، أن الأمر مرفوض جملة وتفصيلا ونحن ضده ونندد به، إذ يعتبر إهانة للمرأة الجزائرية، ونحن لا نسمح بأن تتوجه المرأة الجزائرية للخليج وتعمل كخادمة بيوت، ويجب ان يتحرك المجتمع ضد الأمر ورفضه . ومن جهة اخرى، اعتبرت نصيرة سالمي، رئيسة جمعية المرأة الأرملة الناشطة بولاية تيبازة، الأمر إهانة كبيرة للمجتمع والمرأة الجزائرية حيث انه توجد مناصب أخرى رفيعة المستوى فلماذا خدم بالبيوت بالتحديد، ونحن وحسب تجربتنا في مجال المرأة فالكثيرات منهن يرفضن العمل هكذا عمل داخل الوطن فما بالك خارجه، إذ أنهن يفضلن أعمالا أخرى لكسب القوت وتجنب مثل هذه الأعمال، ونحن نرفض ما قامت به السعودية فالمجتمع الجزائري مجتمع محافظ ونعتبر السعودية تهين الجزائر لتخصيصها مناصب عمل للنساء الجزائريات كخادمات بيوت . وللاشارة، فقد جاء رد الناشطين في المجتمع المدني بعد ما تم تداوله في مختلف وسائل الاعلام والتي تشير الى قرار فتح وزارة العمل السعودية رسميا لأول مرة، باب استقدام العمالة المنزلية من الجزائر. وحسب صحيفة عكاظ السعودية، فإن عدداً من مكاتب الاستقدام بدأت فعلياً في إجراءات استقدام مئات الجزائريين والجزائريات للعمل في السعودية، بعدما اقتصرت العمالة في وقت سابق على دول مثل المغرب ومصر فقط، وتشمل العمالة المنزلية المتاحة لكلا الجنسين، في تخصصات سائقين، وأعمال البيت، وممرضين، ومربيات، وتتراوح تكلفة الاستقدام بين 1500 ريال و23 ألف ريال، أي بين 37 ألف دينار جزائري الى 579 ألف دينار جزائري، حسب المهن والتخصصات. والى جانب الجزائر، فتحت وزارة العمل السعودية، رسمياً باب استقدام العمالة المنزلية من 15 دولة، من ضمنها الشيلي بأمريكا الجنوبية، وسبع دول عربية وتضم هذه الدول، الى جانب الجزائر كل من تونس، السودان، المغرب، اليمن، مصر، موريتانيا، إلى جانب الفلبين، الهند، باكستان، بنجلاديش، الشيلي، تنزانيا، سريلانكا وفيتنام. وتثار تساؤلات حول مدى تقبل الجزائريات فكرة العمل كخادمات في دول الخليج وتوظيفهن على شاكلة السيريلانكيات والبانغاليات، المتواجدات بكثرة في دول الخليج العربي، أو أن يعمل الجزائريون سائقين وبوابين، وهي أعمال يتكبر البعض عن العمل فيها داخل بلدانهم فما بالك خارجها، حيث يمنع النيف الجزائري ذلك، حينما يتعلق الأمر بالعمل في مثل هذه الوظائف.