قلل نائب رئيس الفدرالية الوطنية لمربي المواشي محمد بوكارابيلة من خطورة تفشي داء الحمى القلاعية وسط المواشي و أكد في حوار مع السياسي أن الأمر يتعلق بحالات محدودة و معزولة تمس الأبقار دون كباش العيد،كما ثمن في السياق الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات و على رأسها منع استيراد المواشي من الخارج. و مع اقتراب عيد الأضحى المبارك طمأن محدثنا الجزائريين و قال بأن أسعار الأضاحي هذه السنة رخيصة و في متناول الجزائريين و قدرها بين مليوني سنتيم إلى 5 ملايين سنتيم على حسب الحجم و السلالة، بينما ثمن التدابير المتخذة لتنظيم عملية بيع الاضاحي و التي سيشرع بالعمل بها قريبا على مستوى 48 ولاية . من جهة أخرى طالب محمد بوكارابيلة السلطات الوصية بضرورة وضع إستراتيجية وطنية لتربية المواشي باستشارة الخبراء و الفاعلين في هذا القطاع الذي قال بأنه يمكن الاعتماد عليه ليس فقط لتغطية السوق الوطنية و إنما أيضا لطرق باب التصدير خصوصا و أن الأغنام الجزائرية معروفة بسلالاتها النادرة عبر العالم . تشير تقارير محلية و رسمية إلى انتشار داء الحمى القلاعية وسط المواشي في العديد من ولايات الوطن ،ما مدى خطورة هذا الفيروس،و تأثيره على الأضاحي ؟ يجب أولا توضيح نقطة مهمة للجزائريين وهي أن داء الحمى القلاعية يمس الأبقار بالدرجة الأولى ولا يؤثر بتاتا على أغنام العيد، لكن هذا لا يعني أننا في الفدرالية الوطنية لمربي المواشي نقلل من خطورة هذا الداء الذي يؤثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية و مربي الأبقار بالدرجة الأولى. و مع ذلك نطمئن الجزائريين بأن حالات الحمى القلاعية مست مناطق محدودة ومعزولة و تم اتخاذ تدابير وقائية عاجلة لمنع انتشار الداء في باقي مناطق الوطن، إذن نحن هنا نتحدث عن حالات محدودة في ولايات سطيف و بجاية و البويرة ،و ليست بتلك الضخامة التي تستدعي القلق على أضاحي الجزائريين و لا حتى على قطاع اللحوم الحمراء . لكن معلوم بأن العديد من العائلات الجزائرية تفضل التضحية بالعجول خلال العيد، كما أن العديد من الجزائريين يفضلون هذا النوع من الأضاحي خلال موسم الأفراح الذي يتزامن مع فصل الصيف،فهل تنصحهم بالإبتعاد عن هذه العادة بفعل انتشار الحمى القلاعية ؟ نعم كلامك صحيح ،العديد من الجزائريين يفضلون لحوم البقر سواء في عيد الأضحى أو الأفراح و الولائم، و يمكنهم التمسك بهذا الخيار خلال هذا الموسم ،لأنه كما قلت فحالات الحمى القلاعية معزولة و تعد على الأصابع في ولايات محدودة ،أضف إلى ذلك فذبح العجول و الأبقار في المذابح العمومية و الخاصة يحتاج إلى شهادة موافقة من طرف البياطرة ، و لذلك ففي حال تسجيل المرض في أي أضحية لا يسمح بتاتا بتناول لحومها . 6 ملاين أضحية في متناول الجزائريين خلال العيد ما تقييمكم للاجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة لتطويق داء الحمى القلاعية ، وعلى رأسها منع استيراد المواشي ؟ قرار منع استيراد المواشي كنا قد طالبنا به على مستوى الفدرالية منذ سنوات ،حتى قبل ظهور مثل هذه الفيروسات لانه ببساطة الثروة الحيوانية في الجزائر تكفي لإطعام 40 مليون جزائري طول أيام السنة ، كما أنه لدينا ما يكفي من الأضاحي خلال العيد ،أين تشير الأرقام التي بحوزتنا إلى توفر 6 ملاين أضحية في متناول الجزائريين خلال العيد المقبل و هو عدد ضخم و كافي . و هنا ننوه ان منع الاستيراد لا يؤثر بتاتا على وفرة اللحوم الحمراء في الأسواق الجزائرية ولا على أسعارها ، يبقى فقط ضرورة إعداد دراسات علمية لمعرفة حجم الاستهلاك المحلي بالضبط و جعل الأولوية للإنتاج المحلي للحوم الحمراء . تفصلنا أسابيع قليلة عن حلول عيد الأضحى المبارك،هل ل كان تضعنا في صورة أسعار الأضاحي في أسواق الولايات الداخلية و الولايات الكبرى ؟ الأسعار هذه السنة ستكون رخيصة و في متناول الجزائريين حيث يتراوح سعر كبش العيد حاليا في مختلف الأسواق بين 2 مليون و 5 ملايين سنتيم على حسب الحجم و السلالة ،أما بدخول المضاربين و السماسرة فنتوقع زيادات طفيفة لا تتعدى مليون سنتيم و تمس الولايات الكبرى دون الولايات الداخلية التي نتوقع أن تستقر الأسعار بها عند الأرقام التي ذكرتها مسبقا . ماذا عن ظاهرة سرقة المواشي التي تفشت خلال السنوات الماضية ، هل تم تسجيل اي حالات قبيل بداية موسم بيع الاضاحي ؟ لحد الآن لم يتم تسجيل أي حالة سرقة للمواشي على مستوى 48 ولاية عبر الوطن ،و هو أمر نثمنه في الفيدرالية ، كما نشيد بمجهودات مصالح الأمن و الدرك في بسط الأمن عبر القرى و الأرياف و المدن،و نناشدهم بالاستمرارية خلال موسم بيع الأضاحي الذي يشهد عادة محاولات سرقة من طرف عصابات سرقة الماشية . ما رأيكم في التدابير التنظيمية التي اتخذتها المصالح الوصية تحسبا لعيد الأضحى المبارك، وهل دخلت حيز التنفيذ في 48 ولاية ؟ التدابير هي نفسها بالمقارنة مع السنة الماضية أين سيتم تخصيص أسواق و نقاط رسمية لبيع الأضاحي على مستوى 48 ولاية مع ضمان انتشار الأمن و الوقوف على مدى احترام شروط النظافة و السكينة العمومية،و نحن نثمن هذه التدابير لأنها ستساهم في رفع الغبن عن الموالين و تأمينهم و تسهيل وصولهم إلى المواطن الجزائري بدون طرف ثالث ،و هو الأمر الذي يعود بالإيجاب على الأسعار. و لكن لحد الآن هذه التدابير لم يتم الانطلاق بالعمل بها على مستوى الوطن ، و لم يتم تحديد تاريخ الانطلاق فيها ، و نحن ننتظر لحد الساعة الإشارة الخضراء من طرف السلطات لإطلاق موسم بيع الأضاحي، و هنا أريد الإشارة لأمر في غاية الأهمية ... نحن نطالب في الفدرالية بضرورة اخذ قطاع المواشي بعين الاعتبار طيلة 12 شهرا في السنة و التطرق لانشغالات الموالين و ليس الاحتكاك بهم فقط خلال موسم بيع الأضاحي . يجب وضع استراتيجية لتربية المواشي لطرق باب التصدير تفضل، المجال مفتوح أمامك لطرح أهم انشغالات مربي الماشية في الجزائر .. أهم مشكل يتربص بالموالين عبر48 ولاية هو مشكل الاختلالات في توزيع الأعلاف و غلاء أسعارها ،و نحن نطالب هنا منذ سنوات بضرورة وضع إستراتيجية وطنية لتربية المواشي باستشارة الخبراء و الفاعلين في هذا القطاع الذي أقول بأنه يمكن الاعتماد عليه ليس فقط لتغطية السوق الوطنية و إنما أيضا لطرق باب التصدير خصوصا و أن الأغنام الجزائرية معروفة بسلالاتها النادرة عبر العالم. كما نطالب بتسهيلات في منح القروض للموالين ، و دعمهم بالوسائل المادية لتحقيق هذه الغاية التي تحتاج لإرادة فعلية و إمكانيات بسيطة مقارنة بقطاعات أخرى .