أمر قاضي التحقيق لدى محكمة وهران، مساء الخميس المنصرم، بوضع 5 متهمين في قضية حفل فندق «الزينيت» تحت الرقابة القضائية، بتهمة تعريض حياة الغير للخطر الجسيم و الانتهاك المتعمد لواجب الاحتياط في إطار التدابير الوقائية للحجر الصحي، في انتظار استكمال التحقيقات حول ظروف و ملابسات تنظيم الحفل. و قد مس أمر قاضي التحقيق بتطبيق الرقابة القضائية، وفق مصادر رسمية، كلا من مدير فندق «الزينيت» الذي احتضن الحفل «ل.ك» و مديرة قناة الباهية التلفزيونية التي بثت الحفل على المباشر «م.ج»، إلى جانب منشطي السهرة «ف.ح» و «ح.ح» و كذا المشرف التقني و هذا في انتظار باقي المسار القضائي الذي سينظر في تهم تعريض حياة و سلامة الأشخاص لخطر جسيم و تعمد انتهاك واجب الاحتياط خلال فترة الحجر الصحي. و يتعلق الأمر بحفل نظمته قناة تلفزيونية مقرها بوهران «قناة الباهية»، سهرة الاثنين المنصرم بقاعة حفلات فندق «الزينيت»، جمع عددا كبيرا من المدعووين دون احترام التدابير الوقائية ضد كورونا و أهمها التباعد الاجتماعي. و لذات الأسباب كذلك، كان والي وهران عبد القادر جلاوي، قد أمر يوم الثلاثاء المنصرم، بفتح تحقيق أمني بخصوص الوقائع و بالغلق الفوري للفندق، معتبرا أن صاحبه نظم نشاطا عاما دون ترخيص مسبق، كما نشر مدير فندق «الزينيت» حينها، توضيحا عبر الفايسبوك، جاء فيه أن تصوير الحفل تم قبل عيد الفطر و أن بعض الصور عبارة عن تركيب بالنظر لالتزام منظمي السهرة باحترام التدابير الوقائية ضد «كوفيد 19» و أنه منح قاعة حفلات الفندق مجانا لقناة الباهية، من أجل تنشيط حفل من شأنه إدخال الفرحة على المشاهدين و التخفيف عنهم بالنظر لظروف الحجر الصحي خاصة يومي العيد و كذا لاغتنام الفرصة و تقديم بعض الفنانين الذين يعانون التهميش و ظروفهم الاجتماعية هشة. من جهتهم نشر عمال الفندق، فيديو يثمنون فيه المجهودات التي قاموا بها خلال الجائحة عند استقبالهم ل154 جزائريا تم إجلاؤهم من فرنسا و خضعوا للحجر الصحي بذات المؤسسة الفندقية «زينيت» و أنهم سهروا على خدمتهم و راحتهم مقابل الغياب عن عائلاتهم طيلة أيام الحجر و أنهم يخشون على لقمة عيشهم في هذه الظروف التي يمر بها الفندق. أما بخصوص القناة، فقد استدعت سلطة الضبط السمعي البصري، مديرة القناة «ج.م»، لسماع أقوالها حول تنظيم الحفل الذي أثار ردود فعل ساخطة، لعدم احترام الإجراءات الوقائية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد على غرار العالم، بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا. و أفاد بيان القناة الذي نشر عبر الوسائط الاجتماعية، بأن المديرة قدمت التوضيحات و التبريرات المناسبة حول الحفل الذي قالت بأن كل التدابير الوقائية تم احترامها فيه، ابتداء من وضع الكاميرا الحرارية و معقم اليدين إلى غاية التباعد الاجتماعي و أن الهدف كان إدخال الفرحة لقلوب المشاهدين، خاصة مع ظروف الحجر الاستثنائي في العيد و أنها لم تقصد الإساءة للمرضى المصابين «بكوفيد 19» أو أهاليهم. علما بأن سلطة الضبط السمعي البصري، سبق لها في شهر مارس المنصرم، أن وجهت إنذارا للقناة بسبب تصوير حصة «الكاميرا الخفية» و التي كان يشرف عليها «حمو بيلي» المعروف بهذه السلسلة كل رمضان لصالح القناة و لكن هذه المرة استغل ظرف وباء كورونا و تسبب في هلع و تخويف ضحاياه، مما أثار سخطا كبيرا وسط سكان وهران، الذين انتفضوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مما جعل تدخل السلطات ضرورة لوقف التصوير و إنذار القناة و تحويل حمو للمساءلة القانونية و التحقيقات الأمنية.
