أم البواقي: إجراءات استعجالية لحلّ أزمة المياه في الضلعة

سبّبت، عشية أمس الأول، أزمة التزود بالمياه الشروب بإقليم مدينة الضلعة ومشاتيها في أم البواقي، استياء وسط سكانها، من الذين استعجلوا السلطات المحلية والولائية إيجاد حلول جذرية للأزمة، التي باتت تتكرر كل موسم، وقام السكان في حركة مفاجئة بغلق قناة الخزان المتواجد بإقليم المدينة والمزود لمدينة مسكيانة المجاورة بالماء الشروب، مطالبين السلطات والجهات الوصية بالتدخل لإيجاد مخرج جذري للأزمة، التي طالت فترتها، وجعلت السكان يعانون الأمرين بحثا عن المادة الحيوية.
السكان الذين نظموا مسيرة عفوية انطلاقا من وسط المدينة باتجاه النقب المائي المزود لمدينة مسكيانة بالمياه الشروب، بينوا بأنهم يعيشون أزمة مياه حادة، خاصة في ظل تراجع منسوب النقب الوحيد المزود لهم بالمادة الحيوية، الأمر الذي جعل القائمين على الجزائرية للمياه، يبرمجون أحياء وتجمعات سكنية للتزود بالمياه مرة كل 15 يوما، وهي فترة طويلة جعلت السكان يدقون ناقوس الخطر، بفعل الصعوبات التي وجدوها في التزود بالمياه، والتي دفعتهم مكرهين للتوجه صوب اقتناء مياه الصهاريج، وسارع رئيس المجلس الشعبي الولائي سبسيس محمد للتنقل للمدينة ليلا، للتحاور مع المواطنين الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 88 في شطره الرابط بمدينة مسكيانة، أين طمأنهم بأن المجلس الشعبي الولائي تداول على رصد أغلفة مالية لحل أزمة المياه الشروب بمدينة الضلعة، ملتمسا من السكان تعيين ممثلين عنهم للتحاور مع والي أم البواقي، لإيجاد حل جذري للأزمة، وهو ما تم بعد ذلك، بعد أن تم تنظيم جلسة عمل احتضنتها قاعة الاجتماعات أمس الأربعاء بحضور ممثلين عن السكان وكل القطاعات المعنية بالعملية، أين خلصت الجلسة بالمصادقة على اتخاذ إجراءات استعجالية لحل أزمة التزود بالمياه الشروب بالمدينة.
رئيس بلدية الضلعة برجة عبد العزيز أوضح في تصريحه للنصر، بأن سكنات المدينة تتزود بالمياه مرة كل أسبوعين وأحيانا يتسبب انقطاع التزود بالمياه في طول المدة، مشيرا إلى نقص المياه بالنقب المزود للمدينة، ما جعل الأزمة تبدو بوضوح، وكان المعني قد تقدم ببعض الحلول التقنية في الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، ملتمسا من القائمين على قطاع الموارد المائية، خفض المضخة المتواجدة بالنقب لمستويات سفلى بعيدا عن المستويات الحالية، لضمان ضخ كميات إضافية من المياه، وهو المقترح الذي اعتبره القائمون على قطاع الري بغير المجدي، كون النقب تراجعت مياهه لمستويات قصوى.
مدير الموارد المائية عزة عبد الحميد أوضح في تصريح خص به النصر أمس، أن الاجتماع المنعقد بديوان الوالي انتهى بالمصادقة على اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية لفائدة سكان مدينتي الضلعة ومسكيانة، مشيرا بأن يوم الأحد القادم ستنظم خرجة ميدانية من طرف والي أم البواقي للوقوف على كيفية تجسيد الحلول التقنية المقترحة، وأضاف المتحدث بأن مدينة الضلعة سيتم تزويدها من النقب المزود لمدينة مسكيانة بمعدل 4 ساعات يوميا لتحسين الخدمة كحل استعجالي، وفي المقابل تم تسجيل عملية لتدعيم مدينة مسكيانة بالمياه، في إطار تحويل مياه سد أوركيس على طول 23 كلم، وهو المشروع الذي رصد له غلاف مالي بنحو 30 مليار سنتيم لتجسيده، جزءا منه ممول من طرف صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية وجزء آخر ممون من طرف الصندوق الوطني للمياه، أين ستنطلق الأشغال قريبا، خاصة بعد أن انتهت الدراسة التقنية في وقت سابق، وبحسب المتحدث فالنقب المزود حاليا لمدينة مسكيانة بسعة 30 لترا في الثانية، سيتم تحويل كمياه منه لمدينة الضلعة في انتظار انتهاء الأشغال بالمشروع الأكبر، لتحول مياه النقب المزود لمسكيانة كلها لمدينة الضلعة، وأشار المتحدث بأن المشروع الجديد سيؤمم عملية تزويد مسكيانة بالمياه انطلاقا من سد أوركيس، معتبرا بأن مدينة الضلعة حاليا من النقاط السوداء في مجال التزود بالمياه، وأضاف المتحدث بأن الخزان المائي المنجز مؤخرا بمدينة مسكيانة كان له أثر إيجابي في تحسين الخدمة في مسكيانة، غير أن المشكل وقع عقب انخفاض مستوى النقب المزود لمدينة الضلعة.
من جهته مدير الوحدة الولائية للجزائرية للمياه جغبلو عبد العزيز، أوضح للنصر بأن النقب المزود لمدينة الضلعة تراجع منسوب المياه به، من 50 لترا في الثانية في البداية إلى 8 لترات في الثانية مؤخرا، وعدد سكان المدينة في المقابل بلغ 14 ألف نسمة، والكمية لا تكفي للاستجابة لكل الاحتياجات، والحل المؤقت يكمن في تخصيص فترة 4 ساعات يوميا لتزويد الضلعة من النقب المزود لمسكيانة، بما يعادل 450 مترا مكعبا يوميا، مع إعادة النظر في برنامج توزيع المياه الشروب، وتبقى عملية التزويد من النقب «M13» جارية إلى غاية انطلاق مشروع تدعيم مدينة مسكيانة بالمياه من سد أوركيس عبر مدينة عين البيضاء والذي تشرف عليه مديرية الموارد المائية.
و كانت الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي المنعقدة منتصف شهر جويلية من السنة الجارية، قد عرفت طرح رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي بن عقون الشريف، لمشكل أزمة التزود بالمياه بمدينة الضلعة مقدما هو الآخر حلولا تقنية، شبيهة بالحلول التي تبناها اجتماع أمس بمقر ديوان الوالي، مع اقتراحه جلب مضخة جديدة للنقب الذي تراجع منسوب المياه به، لجلب أكبر كمية من المياه مع تحويل نقب الجازية وجعله مزودا لمدينة مسكيانة بالماء، وتحويل مياه نقب مسكيانة ليزود مدينة الضلعة، في انتظار حل جذري للأزمة.