امتلأ سد ولجة ملاّق في ولاية تبسة، بنسبة 100في المائة واجتاح العتبة عابرا الحدود في طريقه إلى تونس، لأول مرة في تاريخه. وكانت أمطار يوم واحد كافية لفيضان وادي العوينات، الذي ملأ السد عن آخره بعد أن كانت نسبة امتلائه 80 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، وهو ما سيسمح بتخزين 160 مليون متر مكعب من المياه للأيام المقبلة، من أجل الاستفادة منها في الشرب والنشاط الفلاحي. وقال مصدر من إدارة السد، للنصر، أن امتلاء السد والشروع في استغلاله، سيقضي على أزمة المياه ببلديات شمال الولاية التي تعرف صعوبة في التزود بهذه المادة الحيوية، وأكد أن كمية المياه التي يتوفر عليها السد، ستجعل السلطات العمومية في أريحية لمدة 5 سنوات كاملة، فضلا عن تخصيص جزء منها للسقي الفلاحي. وسيمكن حجم امتلاء سد ولجة ملاّق، من تزويد سكان الجماعات المحلية بالمياه الصالحة للشرب، خاصة وأنها تعاني من عجز كبير في التموين بهذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها و هو المشكل الذي تمت معالجته جزئيا بالرفع من حصة المياه المحولة من سد عين الدالية بولاية سوق أهراس، لتبلغ 30 ألف متر مكعب يوميا.أما بخصوص مد شبكة توزيع مياه الشرب انطلاقا من السد إلى هذه البلديات على مسافة 18 كلم، فقد كشف المشرفون على المشروع، أن نسبة الإنجاز انتهت وتم تركيب محطة لمعالجة المياه أحادية القطب ومحطتي ضخ.وتم إنجاز السد بسواعد جزائرية تابعة لمجمع "كوسيدار" الذي تمكن خلال السنوات الأخيرة من اكتساب خبرة في عملية تشييد مثل هذه الهياكل المائية الضخمة، وهو تابع للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى، حيث يقع على بعد 10 كيلومترات من الونزة ويتم تموينه من وادي ملاق، مع العلم بأن الهدف من إنجازه هو ضمان تزويد مناجم الفوسفات بالمنطقة بالمياه الضرورية، مع تموين سكان ولايتي تبسةوسوق أهراس بمياه الشرب والسقي الفلاحي. وتتوفر ولاية تبسة على سد آخر يقع بمنطقة الصفصاف التي تبعد عن مقر الولاية ب 60 كيلومترا جنوبا، وهو الذي يتم تموينه من مياه واد صفصاف الوسرى، لتزويد البلديتين المتجاورتين بمياه الشرب وسقي المحيطات الفلاحية بكل من بئر العاتر وصفصاف الوسرى، مع العلم بأن طاقته تبلغ 19.5 مليون متر مكعب ويمون المنطقة سنويا ب30.8 مليون متر مكعب، وقد تم الانتهاء من دراسة إنجاز سد جديد في منطقة "الحقيقة"، حيث ما زالت الدراسات متواصلة للموافقة على بناء سد عين بابوش بالمزرعة.
