محمد بوعون المدعو قاسة صنع و عزف على القصبة و رافق كبار فناني البدوي يروي الفنان محمد بوعون، المدعو قاسة ،المعروف في أوساط الفن البدوي للنصر، في لقاء جمعنا به مؤخرا ،في قريته قطار العيش بلدية الخروب، ولاية قسنطينة، تجربة 40 سنة مع آلة النفخ التقليدية «القصبة»، صانعا لها وعازفا مع أكبر فناني النغمة الصراوية بالشرق الجزائري، ابتداء من بقار حدة ،إلى قربوعة عبد الحميد المعروف ببودمغين، و كذا مرير الطيب. قاسة يقول أن نشاطه تراجع خلال السنوات الأخيرة، متأثرا بتغير الزمان الذي تراجعت فيه قيمة فنان البدوي، رغم الطلب الكبير على هذا النوع من الفن، من قبل المواطنين في الأعراس ، لكن رسميا لا نجد نفس الاهتمام، كما أكد. لقد رافق كبار فناني البدوي في قسنطينة ،والكثير من ولايات الشرق التي لا تزال مقصد القصابين من عنابة، وأم البواقي، وكذا عين البيضاء،و قسنطينة،جراء إتقانه لصناعة القصبة الحرة التي تصنع من العود الذي ينبت على البعلي ، بعيدا عن الماء ويكون أنثى ،لأن قصبة الذكر و التي تنبت على الماء ،غير صالحة للعزف ، لأن عودها يكون متباعد الألياف. هذا ويصنع إضافة إلى ذلك قصبة الشرق ،المتكونة من 12 ثقبا ،سبعة في الأسفل ، و5 في الأعلى ،لتوافق الأصوات القوية و تسمى «الرجاجع « لترجع من النغمة الصراوية لدى الفنانين الذي يتميزون بأصوات قوية مثل مرير الطيب، وعيسى الجرموني، وبقار حدة التي رافقها طويلا والتي كانت تبيت عنده في بيته لما يكون لها أعراس في قسنطينة ونواحيها. محدثنا يضيف أن أبناءه يرفضون تعلم حرفته على غرار جيل اليوم، مما يجعل حرفته مهددة بالاندثار والزوال. محمد بوعون يضيف بأنه و بعد 40 سنة، وجد نفسه يعيش على المنحة الجزافية للتضامن المقدرة ب3000 دج ، بعد أن قضى 15 سنة في الشبكة الاجتماعية لم يتمكن بعدها من التثبيت في منصبه جراء شرط السن ، يسكن بيتا هشا ، وترعبه نهاية بقار حدة ،بعد وفاة زوجها ابراهيم بن دباش ، وهذا ما جعله ينتظر قانون الفنان، لعله يستر ماء وجهه في كبره ، باعتباره منخرطا في نقابة الفنانين منذ السبعينيات. قاسة يتميز بشخصية الفنان المرحة والعفوية في حديثه ، وصلنا إلى بيته بسرعة ، لأنه أشهر من نار على علم ، أفضى لنا بمكنونات صدره، و قصته مع القصبة التي بدأت من مسقط رأسه القطار الذي لم يتمكن فيه هذا العمر من الحصول على سكن يأويه على الرغم من إيداعه لملفين، أحدهما للحصول على سكن ريفي و آخر سكن عمومي ، دون أن تجد صدى لدى القائمين على توزيعها، و آخر أمنية له الحصول على قبر حياة محترم، بالتفاتة من المسؤولين المحليين.