إتفق المشاركون في فعاليات الورشة الإقليمية الرابعة لعلماء و دعاة و أئمة دول الساحل اليوم الثلاثاء بداكار على تبنى سياسة إستباقية تقوم على دراسة الأسس التي تقوم عليها الإيديولوجيات المتطرفة و إنتاج خطاب مضاد يجنب دول المنطقة التشدد و الإرهاب. وأكد المشاركون في البيان الختامي للورشة الإقليمية الرابعة التي عقدت على مدى يومين بداكار ضرورة أن "تصبح سياسة الرابطة استباقية وذلك بدراسة الأسس التي تقوم عليها الأيديولوجيات المنحرفة في مرحلة أولى وبإنتاج خطاب مضاد" يتم بثه عبر الإنترتت ووسائل التواصل الاجتماعي. كما ألح أعضاء الرابطة في "بيان داكار" على ضرورة العمل لغرس القيم الإسلامية السمحة النبيلة والإنسانية وتربية الأمة عليها "خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا". وأبرز المشاركون في ذات الوثيقة براءة الإسلام وجميع الأديان من خطاب الكراهية والتطرف والعنف والتمييز و بينوا أن ما تقوم الجماعات الإرهابية مثل "بوكوحرام" و"داعش" و"القاعدة" من تفجير دور العبادة وخطف وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين هو "عين الإجرام والإرهاب الأعمى"، مشددين على وجوب التعاون والتنسيق وتكثيف الجهود بين دول المنطقة لمحاربة هذه الآفة الغريبة على القارة الإفريقية. ولبلوغ هذه الأهداف أكد العلماء والأئمة والدعاة في هذين اليومين على وجوب تفعيل دورهم في إبراز قيم التعايش والمحبة والسلام وأنه "على أصحاب القرار في حكومات المنطقة عدم تمكين دور العبادة ووسائل الإعلام المختلفة من دعاة التطرف والكراهية والعنف"، حسب البيان. كما حذروا "أبناء وشباب منطقة الساحل الإفريقي من الانسياق والتجنيد في صفوف الجماعات المتطرفة الإرهابية لأنها تحمل رايات عمياء جاهلية" مؤكدين أن التعايش السلمي يعد من أبرز قيم الحضارية الإسلامية والإنسانية التي عرفتها مجتمعاتنا وحافظت به على وحدتها وأمنها واستقرارها. وأوصى الجميع في الملتقى الرابع للرابطة بضرورة عقد مؤتمر إقليمي إفريقي للحوار والتعايش بين أتباع الديانات السماوية في المنطقة و ذلك قطعا للطريق أمام محور الشر والكراهية من دعاة التطرف.