أكد رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) عبد المجيد مناصرة يوم الاحد، خلال تجمع شعبي نشطه بالعاصمة في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر، أن حزبه يركز على "بعث الأمل في الديمقراطية" لدى المواطنين. فلدى تطرقه للبرنامج الانتخابي لحزبه، شخص السيد مناصرة مشاكل البلدية في "خمس أزمات كبرى" و هي "تآكل الشرعية" و "سوء التسيير" و "العجز المالي" و "تغويل الفساد و ضياع الحقوق"، و اخيرا ما اسماه ب "أزمة العروشية" خاصة في داخل الوطن، مشيرا إلى أن الدولة لا يمكن أن تبنى بعقلية القبيلة و العرش. و عن الحلول التي يقترحها الحزب لمعالجة هذه الأزمات، و لو بنسبة مبدئية قدرها ب20%، أوضح السيد مناصرة ان تشكيلته السياسية تركز على "بعث الأمل في الديمقراطية" لدى المواطنين من خلال "العمل على الوصول إلى انتخابات حرة و نزيهة و تحقيق ديمقراطية تشاركية حقيقية". كما ترافع من أجل توسيع صلاحيات المجالس المنتخبة، و لا سيما صلاحيات رئيس البلدية و من اجل إصلاح الجباية المحلية و كذا حماية المنتخب المحلي من المتابعات الادارية و القضائية التعسفية. و بهذا الخصوص تعجب السيد مناصرة من الأرقام التي تشير إلى انه خلال ال30 سنة الماضية "تم إيداع آلاف رؤساء البلديات السجن، في حين لم يتم سجن أكثر من واليين اثنين فقط"، معتبرا أن الأمر يتعلق ب"تعنت و ظلم إداريين". و تطرق السيد مناصرة للضريبة على الثروة -التي اقترحتها الحكومة في إطار مشروع قانون المالية ل2018 قبل أن تقترح لجنة المالية و الميزانية بالمجلس الشعبي الوطني حذفها- معتبرا إياها "ضريبة عادلة"، و معتبرا التنازل عنها بمثابة "انحياز ضد الفقراء الذين أنهكتهم قوانين المالية السابقة بضرائب غير عادلة". و تأسف السيد مناصرة -خلال التجمع الذي حضرته قيادات الحزب و مؤيدوه- ان الحملة الانتخابية التي استمرت من 29 أكتوبر إلى 19 نوفمبر عرفت "حملتين انتخابيتين لا حملة واحدة". و قال: "بعدما جبنا أكثر من 30 ولاية و أكثر من 100 بلدية رأينا ان الحملة حملتان : حملة للفقراء و حملة للأثرياء الذين ينفقون ببذخ لدرجة ان بلدية صغيرة تنفق 10 ملايير"، كما وجد الشعب "شعبان: شعب يائس من جدوى الانتخابات و شعب أخر لا يزال يحافظ على بقايا أمل في أن تكون الانتخابات وسيلة إصلاح و تغيير". كما وجد الحكومة، على حد قوله، "حكومتان: حكومة تنادي بأمور و أخرى تفرض علينا واقعا أخر في الميدان"، و ميز "نوعين من الأحزاب: حزب يتوجه للشعب و أخر يتوجه نحو الإدارة لتمكنه من أن يكون مسؤولا رغم إرادة الشعب". لكنه و على عكس هذا، يقول السيد مناصرة، فإنه وجد الإعلام واحدا، اذ "توحد الإعلام العمومي و الإعلام الخاص و انحاز إلى أحزاب السلطة" على حد تعبيره. و قال مستنكرا :" نحن نقدر الظروف و نعرف أن سيف الإشهار مسلط و نحن نتضامن من جميع وسائل الإعلام لكن على هذه الوسائل أيضا التضامن معنا في إطار الديمقراطية". و على هامش التجمع كشف السيد مناصرة في تصريح للصحافة عن توقعاته بتحسن طفيف في نسبة المشاركة في المحليات مقارنة بالانتخابات التشريعية الماضية، غير انه "لا ينتظر أن تتجاوز هذه النسبة 50% مهما كانت الظروف" لتكون في حدود نسبة المشاركة في محليات 2012. و برر السيد مناصرة توقعاته بكون المشهد السياسي "يشهد نفس السلوكات و نفس الخطابات"محملا السلطة مسؤولية هذا العزوف و محملا الإعلام جزء من هذه المسؤولية.