أصبح المعهد الجهوي للموسيقى و التكوين الموسيقي بوهران يحمل منذ اليوم الأحد اسم المجاهد و الفنان بلاوي الهواري (1926-2017)، الذي يعتبر الأيقونة و الأب الروحي للأغنية الوهرانية الذي ترك إرثا كبيرا و ترك بصمته في عديد الفنانين. و اشرف على مراسم التسمية وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بحضور السلطات المحلية لولاية وهران، و ذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد (18 فبراير من كل سنة). و يعتبر بلاوي الهواري على غرار احمد وهبي احد مؤسسي النوع الموسيقي الوهراني المعاصر الذي ظهر في سنوات الأربعينات، و يرى العديد من الفنانين ان بلاوي الهواري قد أعاد بعث الأغنية البدوية مستلهما من كبار فناني العالم العربي من خلال عصرنتها و جعل منها نوعا قائما بذاته. كما كان الفنان عازفا ماهرا على مختلف الآلات الموسيقية على غرار البيانو و القيثارة و الموندولين حيث يعتبره الفنان بارودي بن خدة العازف الأول على آلة الأكورديون في المغرب العربي، و سجل أول اسطوانة له في مطلع الأربعينات وبعد استرجاع السيادة الوطنية و الاستقلال تولى منصب رئيس الجوق الموسيقي للمحطة الجهوية بوهران للإذاعة و التلفزيون الوطنية. و يرى بارودي بن خدمة ان بلاوي الهواري كان "استاذا حيث نجح في غناء الملحون بأسلوب عصري حيث تولى قيادة الأوركسترا و سنه لم يتعدى ال17 انه من اهم المرجعيات الفنية". أما الجامعي حاج ملياني احد المهتمين بأعماله فقد أشار إلى ان "بلاوي يعتبر مؤسس الأغنية الوهرانية العصرية خلال القرنين ال20 و ال21 كما انه مدرسة كونت الكثير"، في حين ان قويدر بركان الموسيقار و رئيس الجوق المعروف فقد اعتبر بلاوي الهواري "احد عمالقة الاغنية و الموسيقي العربية" موضحا لوأج أن الفقيد "قد عاصر اجيالا عديدة و يحظى باحترام كبير من زملائه و من الجمهور، انه فنان كبير استطاع أن يتكيف بسهولة و يسر مع الحركة الموسيقية الجديدة حيث كان يحب الموسيقيين البارعين مهما كان أسلوبهم الموسيقي". من جانبه اقر الموسيقي و رئيس الجوق باي بكاي بان بلاوي الهواري "هو الأب الروحي للموسيقى و الأغنية الوهرانية، حيث عمل و أحب كثيرا وطنه" مضيفا "انه كان مناضلا في الحركة الوطنية خلال الفترة الاستعمارية و مجاهدا من بين عديد الفنانين الجزائريين الذين ساهموا خلال ثورة نوفمبر 1954 في عودة الوعي الوطني"، مؤكدا انه "شرف كبير لنا كفنانين أن يطلق اسمه على مدرسة الموسيقى بوهران". فيما أوضح ساعي عبد الله احد فناني النوع الوهراني أن "بلاوي الهواري لم يمت بالنسبة إلينا انه إحدى ركائز الموسيقى و الأغنية الجزائرية العصرية و النوع الوهراني على الخصوص، لقد ترك إرثا كبيرا يجب على الجيل الحالي إثراؤه و تشريفه". كما استطاع الراحل خلال مشواره الفني أن يثري الساحة الفنية بأكثر من 900 أغنية الهمت عديد الفنانين في سنوات الثمانينات من بينهم الشاب مامي و بارودي بن خدة و هواري بن شنات الذي أصبح من اشد معجبيه. و يظل بلاوي الهواري ذلك الفنان الذي استطاع أكثر من غيره أن يكيف النصوص الشعبية الوهرانية من خلال تأليف و تأدية نصوص الشيوخ من أمثال ميلود و مصطفى بن إبراهيم و الحاج خالد بن احمد و قدور ولد أمحمد السوسي و غيرهم.