تعكس قصور منطقة نقرين التاريخية و الأثرية في بوابة الصحراء على بعد 150 كلم جنوبتبسة فن البناء التقليدي الصحراوي و أيضا المهارة المحلية في مجال الهندسة المعمارية. فهذه البنايات القديمة (قصور نقرين) التي تشهد على تعاقب عديد الحضارات على هذه المنطقة من فترة ما قبل التاريخ مرورا بالحضارة الرومانية إلى غاية الفتح الإسلامي تتميز بتصميم هندسي عمراني فريد يذكر بماضي المنطقة. و أمام وضعية هذه القصور التي أصبحت عبارة عن أنقاض في معظمها بفعل حالة التدهور التي آلت إليها، أطلق شباب من تبسة مبادرة تعتبر تحديا لإعادة تأهيل هذه المواقع لاستعادة جزء من تاريخ مدينتهم بالتنسيق مع مصالح البلدية على أمل جعلها وجهة سياحية صحراوية بامتياز. وأكد رئيسها السيد لخضر حامي في تصريح لوأج أن فكرة إنشاء هذه الجمعية يعبر عن "إرادة شباب المنطقة لتعزيز التراث المادي لنقرين وتشجيع السياحة في هذه المنطقة الصحراوية". و أضاف بأن "عددا كبيرا من الشباب قد انخرطوا في هذه الفكرة و كل واحد يحاول المساهمة بما كسبه من معرفة و دراية في مجال إعادة الترميم. و قد أصبح وضع القصور حديث الساعة بالمنطقة ما قد يشجع السكان على العودة لشغل المنازل المهجورة. كما يرغب أعضاء الجمعية و بالتنسيق مع السكان في إعادة تأهيل المسجد القديم بالمنطقة. و أوضح السيد حامي بأن "المسجد ظل مغلقا منذ أزيد من 20 عاما حيث اقترح شباب ترميمه و أن الكثير من السكان رحبوا بهذه الفكرة و وعدوا بتقديم المساعدة" مشيرا إلى أن "المشروع الصغير الذي بدأ بمنزل صغير بدأ يأخذ شكلا و أن الفكرة مرحب بها ما يجعل الأمل كبيرا في بلوغ الهدف". و برأي رئيس المجلس الشعبي لبلدية نقرين، رمضان جموعي، فإن هذه العملية التطوعية ترمي إلى إعادة بعث مكان ثري بتاريخه. و أوضح في ذات السياق "أن بلدية نقرين تضمن للمشاركين في هذه العملية التطوعية وسائل النقل و الماء لكي يقوموا بمهمتهم على أحسن وجه"، مشيرا إلى أن هذا الموقع غير المصنف قد هاجره من كانوا يقطنون به لأسباب عديدة. و أكد رئيس الجمعية المحلية لترقية السياحة و حماية البيئة كذلك على أهمية هذه العملية في ترقية المنطقة. و اعتبر السيد حامي أن "منطقة نقرين متحفا في الهواء الطلق و أن ترميم قصورها لإعادتها إلى شكلها الأصلي و بنفس مواد البناء يمكن من بعث ديناميكية بهذه المنطقة و جعلها من بين المناطق الأكثر استقطابا للسياح سواء من داخل الوطن أو من الخارج".