حث مدير المتحف الاولمبي الوطني، محمد يماني، كل الجمعيات والاتحاديات الرياضية على المساهمة بجد في إثراء هذه المنشأة الواقعة قبالة قاعة حرشة حسان بالجزائر العاصمة عبر كتابة التاريخ الرياضي الاولمبي لأنها مختصة في الرياضة وواجبها يملي عليها البحث عن ما خفي منه في فترة ما قبل الاستقلال وبعده. وأوضح يماني في لقاء ب"واج" : "أدعو الجميع الى المساهمة في إثراء هذا المتحف، سيما الجمعيات والاتحاديات من خلال كتابة التاريخ الرياضي الاولمبي لأنها مختصة في الرياضة وواجبها يملي عليها البحث عن ما خفي منه في فترة ما قبل الاستقلال وبعده." وأضاف الجمبازي السابق (80 سنة) : "في هذا المقام لا انسى بالذكر نخبة الصحفيين الذين قاموا بتغطية أحداث رياضية خاصة بالأولمبياد في وقت سابق. نحن نعول عليهم كثيرا لمساعدتنا وتعزيز هذا الصرح الذي هو من ضمن التراث والتاريخ الجزائري بالمعلومات والاشياء الثمينة التي يمكن ان تقدم الاضافة المرجوة." وقال أول رياضي جزائري شارك في الأولمبياد (طوكيو-1964) : "الصحفيون كانوا دوما شهودا مباشرين على عدة أحداث رياضية، مثل الالعاب الاولمبية، الافريقية، العربية او البحر الأبيض المتوسط، فمن المحتمل اذا أنهم يملكون فيديوهات، صورا أو ذكريات خاصة من شأنها إثراء اكثر تاريخ الرياضة الجزائرية." وحسب المتحدث فإن "الجزائر تحصي مئات الممثلين الرياضيين في الاحداث الرياضية الكبرى. آمل أن نعمل سويا. يمكننا استيقاء اكبر قدر من الشهادات والأشياء الثمينة لكل واحد منا وهذا سيمكننا من إثراء المتحف الاولمبي و الأرشيف." ولم يخف مدير المتحف رغبته في البدء أولا بأولمبياد طوكيو 1964، حيث مازال العديد من الاشخاص الشهود على قيد الحياة و الذي يأمل الالتقاء بهم مستقبلا للإدلاء بشهاداتهم. وأشار إلى أن الصحفيين الذين قاموا بتغطية إعلامية لمختلف الاولمبياد، "دخلوا هم ايضا التاريخ لأنهم مثلوا رجال مهنة المتاعب الجزائريين في الألعاب الاولمبية، العربية والافريقية". -- مكنونات أرشيف التاريخ الرياضي الجزائري "مثناثرة" -- وحسب مدير المتحف الاولمبي الرياضي، فإنه ومنذ إنجاز المنشأة فإن "خطواتنا الرامية الى تدعيم التاريخ الاولمبي الرياضي للجزائر زاد بشكل ملحوظ، حيث ان زياراتنا للمدارس والثانويات لم تنقطع بهدف وضع الطلبة والشباب في الصورة وتعريفهم بأمجاد وأبطال الرياضة الجزائرية الذين فقدنا أعدادا كبيرة منهم ومنهم من يوجد على قيد الحياة." ويرى أن تثمين الاشياء النفيسة التي يزخر بها هذا المتحف والاهتمام بالحركة التاريخية الرياضية ينبغي ان يبدأ من "القاعدة" وهي الجمعيات و الاتحاديات التي يتعين عليها فتح المجال لكتابة التاريخ في أي اختصاص من اختصاصاتها، الى غاية القمة التي تتمثل في اللجنة الاولمبية و الرياضية الجزائرية. و ذكر يماني، المنحدر من أسرة رياضية شارك أغلب أفرادها في الاولمبياد خلال الستينيات، أن محتويات هذا المتحف لا تتجاوز نسبتها "واحد من الالف" وهذا يدل على ان "أرشيف التاريخ الرياضي الجزائري بقي منه الكثير ومكنوناته مازالت مثناثرة هنا وهناك لدى الهيئات الرياضية الدولية، دون نسيان الهيئات الفدرالية الجزائرية والرياضيين في حد ذاتهم". جدير بالذكر أنه منذ بعث حملة اثراء محتوى المتحف الاولمبي الرياضي، بادر العديد من الأبطال الجزائريين، منهم نورية بنيدة مراح، نور الدين مرسلي، علي سعيدي سياف، حسيبة بولمرقة و محمد علالو، الى اهداء عدة اشياء نفيسة شخصية. كما قام العديد من طلبة ثانويات بزيارات استكشافية عن كثب، لأشياء "نادرة" وقيمة كانت شاهدة على انجازات الرياضيين الجزائريين في التظاهرات الدولية الكبرى. ودشن هذا المتحف يوم 26 يناير 2017، حيث يتربع على مساحة قدرها 521 متر مربع وهو يتشكل من سبعة طوابق و يضم ايضا الأكاديمية الأولمبية للمواهب الشابة. وكلف هذا المشروع مبلغ 230 مليون دينار، كما قدمت اللجنة الأولمبية الدولية هبة تقدر ب 110.000 دولار أمريكي لإنجاز هذا المرفق، بالإضافة إلى مساهمة ولاية الجزائر ماليا في أشغال البناء.