بدأ يلوح إجماع حول تقليص المعروض النفطي مع انعقاد اجتماع أوبك في فيينا يوم الخميس والذي سيتبع يوم الجمعة بالاجتماع الوزاري الخامس لدول أوبك-خارج أوبك المشاركة في إعلان التعاون. قبل افتتاح اجتماع أوبك، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن أوبك تريد الاتفاق على "تخفيض كاف" في إنتاجها للنفط لموازنة السوق، مضيفا أن هذا الانخفاض الذي يمكن أن يتقرر خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك "يجب أن يوزع بالتساوي بين الدول "بالنسب المئوية" من إنتاجها. وردا على تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر التويتر الذي حث فيها منظمة أوبك الأربعاء على عدم خفض إنتاجها، قال الوزير السعودي إن الولاياتالمتحدة "ليست في موقف" لإملاء سلوكها على أوبك، مضيفا "أنا لست بحاجة إلى إذن من أي طرف لتخفيض الإنتاج". واعتبر الفالح أن الانخفاض في الإنتاج بواحد (1) مليون برميل يوميا أمر مرغوب فيه، دون تحديد ما إذا كان انخفاضا بالمقارنة مع الأهداف المحددة نهاية 2016 أو مقارنة مع إنتاج المجموعة في أكتوبر ونوفمبر الماضيين. من جهته أوضح وزير الطاقة مصطفى قيطوني أن "المنتجين المجتمعين في فيينا يمثلون أكثر من نصف المعروض العالمي، وإذا استمروا في استخراج الذهب الأسود بمستويات قياسية، فإنهم يخاطرون برؤية الأسعار تستمر في التذبذب(....)." و يرى بعض الملاحظين أن هذا "قد يكون تقدما حاسما لأوبك و الآخرين لكن ما يهم الآن هو معرفة حجم التخفيض و تاريخه و المدة التي سيستغرقها". و حسبهم، فان "روسيا ستقبل على الأغلب تخفيضا بأكثر من 200.000 برميل يوميا مقارنة بانخفاض مرجعي يعد حديثا نسبيا. لكن السرعة التي يمكن للمنتجين الروس اعتمادها في تخفيض الإنتاج تبقى غير واضحة". و بال/نسبة للسعودية، يخشى المحللون تخفيضا ضعيفا يمليه الحرص على عدم مخالفة الرئيس دونالد ترامب بالرغم من إعلان البلد لتوجهه نحو تخفيض الإنتاج. و حسب دراسة أصدرتها مؤخرا المجموعة المالية المستقلة الفرنسية-الألمانية فان أوبك في حال توصلها لاتفاق بتخفيض إنتاجها بمليون برميل يوميا، ستساهم في ارتياح السوق مما سيساعد النفط على التفاعل ايجابيا لاستعادة مستوى في حدود 70 دولار للبرميل. لكني في حال ما خفضت أوبك إنتاجها أكثر، أي ب4ر1 مليون بوميل/يومي فان أسعار النفط سترتفع إلى 70-75 دولار للبرميل. أما في حالة عدم التوصل إلى اتفاق ملموس لتخفيض الانتاج، أي في حال خضوع السعودية للضغوطات الأمريكية، تتوقع نفس الدراسة انخفاض أسعار النفط على المدى القصير إلى حوالي 50 دولار و ربما إلى أقل من ذلك. و كانت أوبك و منتجون آخرون مثل روسيا قد وقعوا في ديسمبر 2016 اتفاقا لتخفيض إنتاج النفط ب8ر1 مليون برميل/يوم طيلة ستة أشهر ابتداء من الفاتح يناير 2017 كمرحلة أولى. و هكذا وافقت أوبك، و لأول مرة منذ 2008 على تقليص إنتاجها اليومي ب2ر1 مليون برميل/يوم في حين قبلت 11 دولة غير عضوة في المنظمة بتخفيض إنتاجها الاجمالي ب600.000 برميل/يوم. و تتمثل الدول ال11 غير الأعضاء في أوبك و المعنية بالاتفاق في أذربيجان و بروناي و البحرين و غينيا الاستوائية و كازاخستان و ماليزيا و المكسيك و عمان و روسيا و السودان و جنوب السودان. و خلال اجتماع أوبك في نوفمبر 2017ي تم تمديد الاتفاق إلى غاية نهاية 2018 .