أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي "البرلمان"، خطري أدوه، على أن المفاوضات التي يشرف عليها مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر "تسير نحو جولة ثالثة" بسبب رفض الاحتلال المغربي التخلي عن موقفه الذي "يشكل عقبة" أمام إحراز أي تقدم في مسار العملية السياسية. كما أوضح رئيس الوفد الصحراوي المفاوض، في حوار صحفي مع موقع "العالم الشاب" الألماني، أن الموقف المغربي "لا يتماشى والوضع القانوني للإقليم"، وكذا مع "موقع القضية لدى الأممالمتحدة باعتبارها مسألة تصفية استعمار لم يكتمل بعد". و قال السيد خطري أدوه في الحوار الذي أدلى به في ختام زيارة الى ألمانيا، أن "الطرف المغربي لم يبدي أي اهتمام بتسوية عادلة ودائمة للنزاع في الصحراء الغربية وهو الشيء الذي يؤكد عدم خوض وفد الاحتلال المغربي خلال النقاش مع السيد كوهلر بشأن تدابير بناء الثقة في مسألة وضع المعتقلين السياسيين الصحراويين أو بشأن فتح المنطقة أمام المراقبين والصحفيين الدوليين، أو احترام حرية التنقل للصحراويين في المدن المحتلة من تراب الجمهورية الصحراوية". وفي سياق أخر، أوضح رئيس البرلمان الصحراوي أن" تصاريح بعض المسؤولين المغاربة بشأن تقرير المصير تعكس إستمرار رفض المغرب حرمان الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير وإختيار مستقبله بشكل ديمقراطي ونزيه، رغم التنازلات التي قدمتها جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية من خلال القبول بمشاركة المستوطنين المغاربة اللذين يعيشون في الصحراء الغربية قبل العام 1991 في عملية الإستفتاء، إلا أن هذا الحل هو الأخر جوبه برفض من قبل النظام المغربي، وذلك راجع لكونه المستفيد الوحيد من استمرار الوضع على ما هو عليه". كما استنكر المسؤول الصحراوي موقف فرنسا بخصوص القضية الصحراوية، معربا عن أسفه بأن تقف باريس وهي العضو في مجلس الأمن إلى جانب الإحتلال ورفضها لممارسة الضغوط اللازمة من أجل حل النزاع، "بل الأكثر من ذلك ممارستها لضغوط شديدة على مجلس الأمن لمنع إدانة المغرب إثر إنتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار كما أقر بذلك الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير عن الحالة في الصحراء الغربية الموجه إلى مجلس في الفاتح أبريل المنصرم". وعن دور الإتحاد الأوروبي وموضوع الإتفاقية التجارية والصيد البحري الموقعة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب التي تشمل الصحراء الغربية ومياهها الإقليمية، أوضح المتحدث، أن "أوروبا عمدت إلى عدم التجاوب مع قرارات محكمة العدل الأوروبية، ولم تقم باستشارة جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بشأن هذه الإتفاقيات وفق هيئة الأممالمتحدة"، موضحا في هذا أن " موقف الساسة الأوروبيين أثبت إستهانتهم من إلى جانب المغرب بكل الجهود المبذولة من أجل حل هذا النزاع ". هذا ودعا رئيس المجلس الوطني، في ختام حواره الصحفي، ألمانيا بصفتها عضو في الإتحاد الأوروبي، وفي مجلس الأمن الدولي للسنتين القادمتين، إلى لعب "دور إيجابي" في مسار تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، وتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي هورست كوهلر وجهوده الرامية إلى إيجاد حل عادل ونهائي للنزاع يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، وفق مبادئ ومقاصد هيئة الأممالمتحدة.