أكد مفوض الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على ضرورة تكييف و تحيين مكافحة الإرهاب في إفريقيا بشكل دائم على ضوء الاستراتيجيات الجديدة المنتهجة من الشبكات الارهابية التي لا تنقصها الوسائل من اجل استهداف استقرار البلدان و الشعوب. و اوضح السيد شرقي في كلمته التي القاها لدى افتتاح أشغال الاجتماع ال13 لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب (الكايارت) بالجزائر، انه "يجب تكييف و استثمار معتبر من البلدان الافريقية في مكافحة الارهاب، كما ينبغي رفع قدرات البحث و الاستعلام و التدريب و التجهيز". و اشار مفوض الامن و السلم الافريقي في هذا السياق الى ان الارهابيين بصدد استعمال "الطائرات بدون طيار في هجماتهم ضد الجيوش و السكان" مضيفا ان الشبكات الارهابية تعكف على "التزود بالأسلحة الاكثر تطورا القادمة خاصة من ليبيا". كما اكد ان "ثلث الاسلحة الاكثر تطورا التي بحوزة الارهابيين في افريقيا مصدرها ليبيا" مشيرا الى ان الارهاب قد انتقل الان من الساحل ليضرب بقوة افريقيا الوسطى". في هذا الصدد اوضح السيد شرقي ان "تكييف وسائل مكافحة الارهاب يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تسمح للبلدان الافريقية بمواجهة التهديد الارهابي بكل اشكاله". و تابع قوله ان تكييف مكافحة الارهاب لا ينبغي ان يعني فقط الوسائل المسلحة في المكافحة و انما كذلك العوامل الاخرى المتسببة في ظهور الارهاب". و اوصى في هذا السياق بان "على البلدان الافريقية ان تركز ايضا على اسباب التهديد الارهابي حيث يجب عليهم مراجعة طريقة الحكامة الاقتصادية و مكانة الشباب و الاشخاص المهمشين". كما اكد السيد شرقي على هامش الاشغال ان "الارهاب بصدد استغلال بؤس السكان و اوضاعهم الاقتصادية الصعبة ليجد له موطئ قدم و كسب المصداقية لديهم كما انه يقوم بالتدخل في النزاعات القبلية +لتسويتها+، مستعرضا النزاعات القبلية الاخيرة التي قامت مؤخرا بمالي و التي خلفت عشرات القتلى. و اعلن ذات المسؤول الافريقي انه من اجل الحد من هذه الظاهرة (النزاعات القبلية) فان الاتحاد الافريقي سينظم يومي 28 و 29 نوفمبر الجاري اجتماعا بباماكو (مالي) يضم مختلف ممثلي البلدان من اجل مناقشة هذه الاشكالية. و اشار في هذا الخصوص بضرورة توسيع مكافحة الارهاب الى مطاردة شبكات تهريب و الاتجار بالمخدرات و الجريمة بكل اشكالها. كما اكد ان "الارهاب يزدهر في اوساط الاشخاص الذين يتعاطون المخدرات و الجريمة". و كان السيد شرقي قد اشار قبل ذلك في مداخلته الى ان الارهاب قد اصبح "ظاهرة كونية مما يتطلب التنسيق بين جميع بلدان العالم من اجل وضع تصور مشترك". و اضاف ان "الارهاب لا يعرف حدودا و بالتالي فان مكافحته يجب ان تكون كذلك لان السلم غير قابل للتجزئة" داعيا جميع بلدان العالم الى العمل بتنسيق وثيق سيما فيما يخص "الاستعلام و تبادل المعلومات". اما أشغال الاجتماع ال13 لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب (الكايارت)، التي تجري في جلسات مغلقة فستدوم ثلاثة ايام. كما سيتم تقديم توصيات عملية في ختام الاشغال و ستستعمل هذه الاخيرة حسب مدير المركز لاري غبيفلو لارتي كخارطة طريق لفائدة البلدان الافريقية في مكافحتهم للإرهاب.