اجتمع السيد فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليا، أمس الأربعاء، مع قادة الإتحاد الأوروبي، في مسعى لإحتواء الأزمة المتصاعدة في ليبيا، التي تعيش على وقع صراع سياسي و عسكري منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011 . وفي سياق جولاته الخارجية الساعية لإيجاد حل سياسي للأزمة، التقى السيد فائز السراج والوفد المرافق له أمس الأربعاء في العاصمة البلجيكية، بروكسل، رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي، وتطرق الاجتماع الذي عقد بمقر البرلمان إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد السيد ساسولي على "ضرورة وقف إطلاق النار وأنه لا بديل عن الحل السياسي". وأوضح بيان للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ان السيد ساسولي أدان كافة الهجمات التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، واعتبر ان استقرار ليبيا يمثل "أمرا حيويا وأهمية بالغة لأوروبا". من جهته قدم السراج لمحة عن مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية، وما يتعرض له المدنيون انتهاكات من، ودعا إلى "موقف أوروبي موحد ومنصف تجاه الازمة الليبية"، كما جاء في بيان المجلس الرئاسي. وتطرق الاجتماع إلى ملف الهجرة وما تمثله من تحديات، حيث اتفق الجانبان على أسس مواجهتها "أمنيا واقتصاديا" إضافة إلى المعالجة الانسانية المشتركة لظروف المهاجرين. ومن جهة أخرى، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والوفد المرافق ببروكسل مع الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي تأجلت زيارتهما إلى طرابلس رفقة وزيري خارجية فرنسا وإيطاليا بالنظر إلى "الظروف الراهنة". من جانبه جدد السيد فايز السراج التأكيد على "حق الدفاع عن النفس، واستمرار مقاومة الاعتداء على العاصمة طرابلس وضواحيها وإلى أن يتم دحر المعتدي"، وقال "إننا دعاة توافق وسلام ولقد اضطررنا للدفاع عن أهلنا وعاصمتنا ومدنية الدولة...". وأوضح السيد السراج انه "آن الأوان ليتدخل المجتمع الدولي لوقف ما يرتكب من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين". وتعد الضاحية الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس مسرحا لمعارك عنيفة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني بدأت في الرابع من أبريل الماضي. وكانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا قد طالبت في عدة مناسبات بتفادي المناطق التي يوجد بها مدنيون، مشيرة إلى أن استهداف هذه المناطق "يمكن أن يشكل جرائم حرب". ومنذ بداية المعارك، قتل 280 مدنيا حسب الأممالمتحدة. فيما لقي أكثر من 2000 مقاتل مصرعهم و نزح 146 ألف شخص حسب نفس المصدر.