تواصلت اليوم الاحد في أوروبا فعاليات الاحتفالات المخلدة للذكرى ال45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، من خلال تقنية التواصل المرئي بسبب الاجراءات الاستثنائية التي فرضتها ترتيبات جائحة كورونا، حيث أحيا قسم أوروبا للعلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو الحدث بمشاركة ممثلين عن حركات التضامن بأوروبا الذين أكدوا ضرورة توحيد الجهود من أجل حشد الدعم لنضال الشعب الصحراوي. وتم بالمناسبة عرض العديد من المحاضرات التي قدمها الوفد الصحراوي تمحورت حول تاريخ الجمهورية الصحراوية والإنجازات التي حققتها على مدار 45 سنة الماضية من خلال الحرص على توفير احتياجات المواطنين وتحقيق المكاسب الدبلوماسية التي ساهم فيما بعد بشكل كبير في توطيد المنحى الشرعي لكفاح الشعب الصحراوي. وأبرز المتدخلون المحاور الأساسية التي ركزت عليها الحكومة الصحراوية وكذا التحديات التي واجهتها في تسيير شؤون المواطنين والدمج بين متطلبات الوضع الحالي في خضم معركة التحرير واستكمال السيادة وتطوير الأداء للتغلب على مختلف العوائق التي تواجه تنفيذ برنامج عمل الحكومة. وخلال مداخلته أكد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشراي البشير، أن إعلان جبهة البوليساريو الجمهورية الصحراوية دولة مستقلة قبل 45 عاما، شكل "سابقة في تاريخ حركات التحرر على مر العصور وأحد أهم الدعائم لتوطيد التواجد الصحراوي وتقوية تواجده قانونيا بعد الفراغ الذي تركته إسبانيا إثر انسحابها من أراضينا الوطنية". واستعرض المتحدث العوامل الإيجابية التي أحدثها قيام الدولة الصحراوية، لا سيما على المستوى الدبلوماسي الذي تجسد في الإنضمام إلى المنظمة الإفريقية وبعدها عضو مؤسس في الإتحاد الإفريقي ثم ربط علاقات دبلوماسية مع عديد البلدان، الشيء الذي ساهم في توطيد المنحى الشرعي لكفاح الشعب الصحراوي. من جانب أخرى تطرق المسؤول الصحراوي، إلى الحرص الشديد على تفعيل دور مختلف المؤسسات في المخيمات والأراضي المحررة، ولا سيما البرلمان الذي يشرف على متابعة برنامج عمل الحكومة. واشار السيد أبي بشراي البشير إلى الصبغة الفريدة التي تمتاز بها هيكلة الدولة الصحراوية بفعل المزج بين عصرنة ودمقرطة النظام المؤسساتي ورفع مستوى الأداء والطبيعة التي تمر منها والوضع الحالي في خضم معركة التحرير التي يخوضها الشعب الصحراوي من أجل إستكمال بسط السيادة الدولة على كامل أراضيها الوطنية. وتم خلال ذات اللقاء التطرق الى دور المرأة الصحراوية ومساهمتها في مسيرة البناء والتشييد وتسيير مؤسسات الدولة الصحراوية في مختلف المجالات وهو الدور الذي أشادت به السيدة السويلمة بيروك، الوزيرة المكلفة بالشؤون الإجتماعية، قائلة ان المرأة الصحراوية تمكنت من الدمج بين إدارة الدولة ومسؤوليتها الإجتماعية تجاه الأسرة في آن واحد وفي ظروف أقل ما يقال عنها صعبة معقدة. وأضافت السيدة بيروك، أن أهمية المرأة الصحراوية ودورها الكبير والأساسي يعكسه تواجدها في مختلف المؤسسات الوطنية وبنسب جد مرتفعة، على سبيل المثال في الأمانة العامة بنسبة 35 بالمائة و15 بالمائة على مستوى الحكومة و35 بالمائة بالمجلس الوطني 88 بالمائة في القطاع التعليم و81 بالمائة بالصحة بالإضافة ل3،4 بالمائة في قطاع العدالة و40 بالمائة في المحاماة. إلى ذلك تضيف المتحدثة قائلة ''لقد شكلت المرأة العمود الفقري في مختلف السياسيات التي اتخذتها الدولة الصحراوية تجاه المؤسسات الوطنية والمواطنين وغيرها من البرامج سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي. هذا وعرفت التظاهرة مشاركة العديد من ممثلي حركات التضامن في اوروبا والتي أشادت بالجهود المبذولة من قبل الدولة الصحراوية في مختلف الجوانب ومستوى التعاون سواء مع المنظمات والجهات المانحة وحركات التضامن في تسهيل وتنفيذ برامج الدعم المشتركة، كما أعبروا عن استعدادهم لمواصلة التعاون من أجل تعزيز مؤسسات الدولة الصحراوية. وقد جددت الحركات التضامنية التأكيد على توحيد الجهود من أجل حشد الدعم للنضال الشعب الصحراوي والتضامن مع ضحايا القمع الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية والتحسيس بمعاناة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المحتلة. للإشارة شهد الإحتفال الإفتراضي عرض فيلم وثائقي قصير يعكس مختلف مراحل بناء الجمهورية الصحراوية وإنجازاتها، حظي بإشادة من قبل المشاركين في هذا الحدث والذين فاق عددهم 120 مشاركا من فرنسا و إسبانيا وإيطاليا الى جانب النمسا والسويد و النرويج و مثلين من ألمانيا الإتحادية و سلوفينيا و سويسرا وهنغاريا اضافة الى مشاركة عددا من المتضامنين من روسيا الإتحادية والجزائر وأمريكا اللاتينية وإفريقيا. و احتضنت مخيمات اوسرد، امس السبت، الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية في 27 فبراير 1976 باستعراضات عسكرية، و استعراضات شعبية متنوعة تعكس هوية الشعب الصحراوي، كما تم التعريف بمؤسسات الدولة الصحراوية في مسار تشييد الجمهورية على مدار 45 سنة من رحلة البناء و التشييد.