ساهم الطلبة المضربون الذين التحقوا بالجبل خلال حرب التحرير الوطني، في دعم مراكز قيادة جيش التحرير، كما أكده المجاهد و الطالب السابق المضرب، وعلي آيت أحمد، الذي كان آنذاك تلميذا بالمتوسطة العصرية و الكلاسيكية سابقا (حاليا ثانوية فاطمة نسومر بعاصمة ولاية تيزي وزو). وقال المجاهد في حوار مع "وأج" على هامش محاضرة نظمتها جمعية أبناء المجاهدين بمناسبة الإحتفال بيوم الطالب (19 مايو 1956) بدار الثقافة لتيزي وزو، أن الطلبة الذين التحقوا بالجبل عقب نداء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين و القاضي بشن إضراب مفتوح في 19 مايو 1956، ساهم في تقديم دعم "جد هام" للثورة. وأشار القائد السابق في جيش التحرير الوطني المعروف باسم "سي وعلي" إلى أن "مساهمة الطلبة في ثورة التحرير كانت جد مهمة لأنهم قاموا بالتأطير اللازم لأمانات مراكز القيادة المكلفة بإنتاج وثائق الحرب (التقارير، المنشورات)". وكان سي وعلي يبلغ من العمر 15 سنة أيام الإضراب، و بما أنه كان صغير السن ليلتحق بالجبل عكس زملائه الذين دعموا صفوف جيش التحرير، أجبر على العودة لمقاعد الدراسة في سبتمبر 1957 بعد الأمر بالإستئناف من طرف جيش التحرير الوطني/ جبهة التحرير الوطني، وذلك بعد توقيفه و تعذيبه لمدة شهرين من طرف جيش الاحتلال الفرنسي لمشاركته في إضراب الطلبة، حسب شهادته. وأضاف المجاهد السابق "الطلبة كانوا على رأس معظم ممثليات الحكومات المؤقتة للجمهورية الجزائرية في الخارج و قد شكلوا النخبة الموجهة لإستلام المناصب الهامة، و ذلك بعد إرسالهم من طرف جيش التحرير و جبهة التحرير لبلدان صديقة في الخارج ، لإتمام دراستهم العليا في ميادين إستراتيجية (الطب ، الدبلوماسية، قيادة الطائرات ...)". كما تم إسناد تحرير التقارير و المنشورات و وثائق أخرى مهمة للثورة للطلبة الذين أوكلت لهم مناصب أمناء. وكان وعلي آيت أحمد الذي ترك دراسته ليلحق بالجبل عندما بلغ 17 سنة من العمر في سنة 1958، قد إلتحق بالجبل، بعدما إتصل به جيش التحرير الوطني عن طريق والدته و زوجه عمه اللتان أعلماه بأن "المجاهدين بحاجة لأشخاص متعلمين"، ليصبح أحد أمناء الثورة. وقال في هذا الصدد"خلال ال15 يوم الأولى لوصولي إلى الجبل، عينت كأمين خاص لعضو لجنة المنطقة (الأربعاء ناث إيراثن حاليا) قبل تعييني في منصب الأمين العام لمركز قيادة صوامع". وشغل بعدها عدة مناصب كأمين عام ليرقى بعدها لمنصب نائب أمين عام مركز قيادة الولاية التاريخية الثالثة التي كانت تحت قيادة العقيد محند أولحاج من نوفمبر 1960 إلى غاية نهاية 1962 .و كلفت كأمين باستقبال كافة المعلومات على مستوى القطاع. كنا نقوم بإنجاز 43 تقريرا في الشهر (أدبي ، مالي ، خسائر عسكرية ...) ، كما كنا ننجز حوصلات التقارير عبر القطاعات، يقول محدثنا. وقال سي وعلي "في سنة 1962 عند إعلان وقف إطلاق النار أرسلنا للجزائر العاصمة ، إنطلاقا من مركز القيادة بيعكوران، ثلاثة شاحنات من الأرشيف و لا نعلم ما كان مصيرها" مشيرا إلى أنه في سنة 1962 تم نقله للجنة المختلطة لوقف إطلاق النار كمكلف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى القسم السابق للقبائل الكبرى مع الملازم الأول سي محند أوبلقاسم. وأضاف في هذا الصدد "كنا ننتقل عبر منطقة القبائل الكبرى للإستعلام حول الحوادث ما بين المجاهدين و الجيش الفرنسي ، لمعالجة هذه الحوادث مع الجهة الفرنسية خلال إجتماعات كانت تنعقد مرة في الأسبوع لدراسة الوضع". واسترسل قائلا " منذ خمس سنوات استقبلت طالب أمريكي في الدكتوراه كان يحضر رسالته حول اللجان المختلطة لوقف إطلاق النار". مما يدل على أن الثورة الجزائرية مازالت تثير اهتمام الباحثين عبر العالم ، حسبما لاحظه منظم كان حاضرا خلال هذا الحوار.