أحيت قرية إيغرسافن شرق تيزي وزو يوم الأربعاء ذكرى المجاهدة الراحلة زهرة عمران (المدعوة مليكة خلال حرب التحرير الوطنية) و ذلك في إطار النشاطات المخلدة للذكرى الستين للاستقلال. و شكلت المناسبة فرصة لعدد من قدماء المجاهدين من القرية و كذا لأختها وردية لسرد المسيرة النضالية للمجاهدة زهرة عمران بالمنطقة الرابعة من الولاية التاريخية الثالثة. و حسب الشهادات فان المجاهدة مليكة قد تيتمت في سن مبكرة، قبل أن يقوم أباها بنقلها هي وشقيقتها وردية إلى فرنسا، حيث سجلهما في مدرسة التكوين شبه الطبي بمرسيليا. و عادت العائلة الصغيرة إلى البلاد أثناء حرب التحرير ليتم تجنيد الفتاتين للعمل كممرضتين في صفوف المجاهدين. و سرعان ما أضحين محل بحث من طرف القوات الفرنسية ليتم نقلهن إلى المنطقة الرابعة بالناحية الجنوبية لولاية تيزي وزو. و ذكرت شقيقة المجاهدة وردية بهذه المناسبة التي تصادف ذكرى إعلان الجيش الفرنسي قرية إيغرسافن منطقة محظورة شهر ديسمبر 1957، "أن مليكة بدأت نشاطها النضالي بمنطقة أكفادو قبل إعلان قريتها منطقة محظورة في ديسمبر 1957 حيث انتقلت إلى المنطقة الرابعة و مارست نشاطها بكل نواحي معاتقة إلى غاية دراع الميزان مرورا ببوغني". و أضافت أن أختها كانت في البداية تتكفل ب "جمع التبرعات و حمل الرسائل للمجاهدين قبل أن يتم تعيينها، من طرف كريم رباح الذي تزوجها في معاقل الثورة، لمهمة حمل القنابل إلى الجزائر العاصمة"، وفق شهادة المجاهد السابق أرزقي عتاب الذي عرف المجاهدة الراحلة بمعاقل الثورة. و من جهته، أكد المجاهد عاشور مشيش في شهادته أن مليكة "أنجزت مهمتها بشجاعة نادرة و قامت خلال الفترة ما بين أغسطس 1959 إلى غاية مارس 1960، تاريخ توقيفها من طرف الجيش الفرنسي، بوضع 6 قنابل بالجزائر العاصمة". و أوضح أن مليكة كانت "تنقل القنابل من المنطقة الرابعة متحدية مختلف المخاطر في طريقها بالاستعانة بشجاعة وحكمة نادرتين في الوجود". كما كانت تعود محملة بتبرعات سكان المنطقة التي كانت تسلمها للمجاهدين إضافة إلى تسليم حوالات بريدية لعائلاتهم في بعض الأحيان و رسائل، حسب نفس المجاهد. و أوقفت قوات جيش الاستعمار مليكة يوم 6 مايو 1960 بدراع الميزان، ليتم اعتقالها بسجن بربروس (سجن سركاجي الذي تحول سنة 2014 إلى متحف للذاكرة) أين تعرضت للتعذيب. و أطلق سراحها شهر يوليو من نفس السنة و عاشت بعد ذلك في سرية إلى غاية استقلال البلاد. و مارست المجاهدة الراحلة مهنة التمريض بعدة هياكل صحية إلى غاية وفاتها عام 2005.