بدأت العروض المسرحية في الدورة ال 47 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم المتواصلة إلى غاية ال 31 ماي الجاري، في دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي، أول أمس، مع مسرحية "طيحة ونوضة" من كتابة وإخراج يوسف حبوش لجمعية رياض الإبداع من فوكة ولاية تيبازة، وبداية من عنوانها نجد دلالة رمزية على ثنائية التشاؤم والتفاؤل، التي صارت تطبع يوميات الشباب الجزائري إجمالا، والمبدع خصوصا، جراء الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يتخبط فيه والإحساس بانكسار الأحلام وتلاشيها الذي ينخر كيانه. المسرحية كوميديا استوحى المخرج فكرتها من مسرحية ‘'التمرين'' لمؤلفها ومخرجها امحمد بن ڤطاف، وحرك أحداث المسرحية الناطقة باللهجة العامية، أربعة شخصيات رئيسية، في صراع مع الزمن نجحوا في نقل صرخة رسام، مخرج مسرحي، مغني راب وعازف على آلة ‘'الڤمبري''، ممن عانوا التهميش والإقصاء وتجرعوا مرارة الرفض واللامبالاة. ليقدم حالة انكسار حلم الفنان المبدع، وتهالكه مع البطالة وهوس الانتحار، مرورا بقلق العمل والاستسلام للمخدرات كتعويض. لتشكل عبر 70 دقيقة لوحات درامية من الضحك والسخرية والمعاناة تعرض هذا الواقع للشباب المبدع. ويتم الانتقال من لوحة إلى أخرى على المباشر، أي دون اللجوء إلى الكواليس، وذلك وسط ديكور بسيط ومتحرك ساهم الأداء الجميل من الممثلين الشباب في إغناء مساحاته. أما حول عمله بالمسرحية، قال المخرج يوسف حبوش: "لم أرغب أن أوصل خطاب العمل أو رسالته مباشرة حكيت عن الفنان المبدع كإنسان لديه همومه ومشاكله، والإنسان الذي ينكسر ويهبط للقاع كيف يمكن أن ينهض. واخترت اللغة الدارجة لأنها قريبة جدا من الشارع، أحببت أن أكون قريبا من الناس بلغة حياتهم. وحاولت أن أحكي الواقع الذي نعيشه. واخترنا "التمرين" لمحمد بن قطاف وبدأنا بفكرة واحدة فقط منها العمل كان على شكل ورشة أفكار وعلى شكل لوحات. عندما كنا نعمل على المسرحية وأثناء التمرين عليها تشكل النص بهذه الطريقة وحتى كيفية اللعب على الخشبة أتى بلحظات التدريب، متمنيا أن يكون الجمهور قد تمتع مع عرضنا. أنا كممثل رغبت أن أدخل عالم الإخراج وهذا أمر صعب فما زلت في طور اكتشاف أدواتي.