يعتبر العداء "بن علية بن علية" الملقب ب "مرسلي"، صاحب 42 سنة من مواليد مدينة دار الشيوخ، من الرياضيين الذين حققوا انجازات كبيرة، فمسيرته الرياضية حافلة بالتتويجات منذ عام 1989 حينما كان في صنف الأشبال، فقد ظهرت موهبته أثناء المرحلة الابتدائية بنيله المرتبة الثانية في البطولة الولائية للعدو الريفي التي نظمتها رابطة العاب القوى لولاية الجلفة، ثم ليلمع نجمه سنة 1993 حينما نال المراتب الأولى في البطولة الوطنية لألعاب القوى لاسيما في ولاية تيزي وزو والعاصمة ووهران، لينتقل إلى فئة الأواسط حيث حقق انجازات كبيرة في السباقات الجهوية خاصة في ولاية ورقلة والاغواط والجلفة. الرياضي "بن علية بن علية"، و نظرا لظروفه القاهرة توقف عن الدراسة وتوجه إلى الحياة المهنية، إلا أن ذلك لم يمنعه من الحصول رفقة الفريق الولائي سنة 1996 على أعلى المراتب في البطولة الوطنية، أين تم تكريمه من طرف السلطات الولائية بالجلفة بالإضافة إلى تكريمه في عديد اللقاءات الوطنية لاسيما في ولايات بسكرة، باتنة والاغواط ... رغم الانجازات الرياضية التي حققها "بن علية بن علية" إلا انه اصطدم بواقع مرير حوّل حياته إلى مأساة عاشها منذ 25 عاما، فقد كان يتطلع إلى مستقبل زاهر، فهو الذي ضحى بكل ما لديه من اجل أن يُرفع اسم الجلفة عاليا في سماء الرياضة الجزائرية، إلا أن السلطات المحلية تنكرت له بعد أن وعدته عديد المرات بتوفير منصب عمل دائم له، وهو الذي عمل منذ سنة 1995 كحارس في المدارس الابتدائية في اطار تشغيل الشباب إلى غاية سنة 2007 أين تم تحويله إلى صيغة الشبكة الاجتماعية، ورغم مراسلته لوزير الشباب والرياضة عام 2007 ، إلا أن الرد كان مخيبا فقد تم تحويل طلبه إلى مديرية الشباب والرياضة التي لم تنصفه هي الأخرى بتوفير منصب عمل قار يحفظ كرامته و يعيل به أولاده ... "بن علية بن علية" لقي تعاطفا كبيرا في السنوات الأخيرة من طرف المجتمع المدني، فقد تم تكريمه من طرف الجمعيات الناشطة بدار الشيوخ والسلطات المحلية، ورغم ذلك يبقى هذا النجم الرياضي يتذكر أيام العشرية السوداء حينما كان يتنقل شرقا و غربا ، شمالا و جنوبا من أجل تشريف ولاية الجلفة ليبقى "بن علية" في الأخير رهينة لوعود قد لاتتحقق...
