بقايا الجسر المنهار لم نكن نعتقد أن زيارتنا إلى منطقة "أمات البكرات" ببلدية الزعفران ستفاجئنا بواقع مأساوي تعيشه أكثر من 150 عائلة تمارس الفلاحة وتربية المواشي ... إنها العزلة الجغرافية مع قساوة المعيشة بكل ما تحمل الكلمة من معنى !! "أمات البكرات" منطقة شاسعة تتبع بلدية الزعفران وهي تشكل منطقة ربط ما بين مدينة الزعفران وعين معبد والطريق الوطني رقم 46 المؤدي إلى بلدية الشارف. ورغم هذا الموقع المحوري إلا أن ذلك لم تترجمه بلدية الزعفران ببرامج تنموية ترفع الغبن وتفك العزلة المفروضة على منطقة قدمت مجاهدين في حرب التحرير ودفعت فاتورة غالية في العشرية الحمراء. وأول ملاحظة يمكن رصدها هي الجسر الذي يربطها بالطريق الوطني رقم 46 مرورا ب "زاوية الغيشة". فهذا الجسر كان قائما منذ الثمانينات ولكنه انهار منذ سنوات بسبب فيضانات الوادي. وقد وقفت "الجلفة إنفو" على وضع هذا الجسر الذي بُني بالحجارة والإسمنت مع نقص فادح في التسليح. ونتيجة لهذا الوضع في مواسم الفيضانات يصبح من الصعب جدا التنقل إلى عاصمة الولاية أو مدينة الزعفران. مما يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة جدا قد تفوق 100 كم لا سيما في الحالات المستعجلة كالمرض والنساء الحوامل. أما بالنسبة لوضعية المسالك الريفية بالمنطقة فهي الأخرى تحتاج التفاتة جادة. ذلك أنه يجب شق طرق وتزفيتها نحو مدينة الزعفران على مسافة 18 كم، وتزفيت ما تبقى من الطريق نحو عين معبد على مسافة 20 كم. ونفس الأمر بالنسبة لتزفيت مسافة 06 كم نحو "زاوية الغيشة" ومنها إلى الطريق الوطني رقم 46. مع العلم أنه بسبب انعدام هذه الطرقات فإن التلاميذ محرومون تماما من النقل المدرسي مما يجعلهم يعانون في التنقل وكثرة ظاهرة الإنقطاع عن مواصلة الدراسة لا سيما بالنسبة للفتيات. وفيما يتعلق بالكهرباء الفلاحية والريفية، فإن السكان يطالبون بتمديد خط الكهرباء من منطقة "زاوية الغيشة" الى "أمات البكرات" حتى يستقر السكان وتزدهر مختلف الأنشطة الفلاحية. مع العلم أنه في ظل هذه الظروف اضطر أهالي المنطقة إلى جلب خيوط على مسافات تفوق 05 كيلومترات. الطريق المقطوعة وبقايا الجسر الكهرباء مجلوبة على مسافة 05 كم