هاهي الامتحانات قد مضت، وبدأت ساعات الترقب و الانتظار، عند الذين اجتازوا امتحاناتهم في ظروف حسنة، بيد أن الأمر غير ذلك عند فئة أخرى من التلاميذ، وهي الفئة التي توجد في حالات إحباط وحسرة، شملت المئات من التلاميذ ومعهم أوليائهم، هؤلاء التلاميذ الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز امتحاناتهم كما كانوا يحلمون، أو اجتازوها في أصعب الظروف تصاحبها اضطرابات نفسية رهيبة. فكم هو مُؤلم عندما يُفاجأ التلاميذ من فئة أبناء بعض إطارات الدولة، حين يتم تحويل أوليائهم من ولاية إلى أخرى بدون إشعار مُسبق، ويكون ذلك في منتصف أو قبل نهاية السنة الدراسية ، ناهيك إذا كان الأمر يتعلق بإنهاء المهام وإلزام الإطار بمغادرة السكن الوظيفي، فكيف سيكون مصير التلاميذ الذين هم على أبواب الامتحانات، وخاصة المصيرية منها مثل البكالوريا، حتما هو مصير المئات من التلاميذ المؤدي إلى الضياع، حيث لا يمكنهم التحويل إلى ولاية أخرى، ولا يمكنهم البقاء بدون أسرهم، ولا حتى القدرة على الإقامة في الفنادق حتى تاريخ الامتحان. فهل فكر أصحاب القرار في مصير هؤلاء؟ ولماذا عليهم دفع ثمن تحويل أوليائهم، أو إنهاء مهامهم. حقيقة إنها مرارة، وحسرة، وألم، لا يحس بهم إلا من مسته هذه الاجراءات اللامسؤولة. هي إجراءات غير محسوبة، تدخل الأولياء المعنيين في دوامة، وأبنائهم في حزن وإحباط، نحو مصير دراسي مجهول العواقب، وبالتالي يضيع مستقبل المئات من هذه الفئة، والسبب هو أن أبوه معني بالتحويل، أو إنهاء المهام . هذه الإجراءات الاعتباطية أو النابعة من المزاج، تختص بها بعض الإدارات المدنية المركزية، على عكس ما هو معمول به في إدارة الجيش التي تعمل وفق نظام مضبوط ، يحدد كيفية إجراءات التحويل والنقل، وحتى الترقية، حيث نجد أن كل العملية تتم في شهر جويلية ، وكل فرد من عناصر الجيش بمختلف الرتب يعرف هل هو باق في منصبه، أو معني بالتحويل، أو التحويل والترقية معا. وبهذا لا يكون هناك تأثير لا على نفسية العائلة، أو نفسية أبنائهم المتمدرسين. مثال آخر عن انضباط مصالح الجيش، هو عدم وجود ورشات انجاز في حالة توقف، أو حالة ترنح، ومما يثير الانتباه، أن الأشغال لا يتم الشروع فيها في فصل الشتاء، وخاصة في المناطق التي تعرف الأمطار والصقيع، ومعوقات الانجاز، حيث نجد أن المشاريع التي تطلقها الإدارة المدنية غير مدروسة، ولا تأخذ الأحوال الجوية في الاعتبار، وبالتالي تتوقف المشاريع لعدة أشهر، وهذا التأخير ينتج عنه إهدار أموال كبيرة، وتعطيل للتنمية، وإعادة تقييم المشاريع ، وصرف مبالغ مالية اضافية، كانت لتصرف في مجالات أخرى. وعليه، وجب التفكير مليَا في اختيار تخصيص الاعتمادات المالية، وإعادة التفكير في مواعيد برمجة المشاريع، لتتجنب الهيئات المعنية التبذير و التأخير. وهناك مثال آخر عن دفع رواتب العسكريين، حيث تتم في تاريخ محدد، ولا مجال ولا تسامح في التأخير أو التلاعب، فكل فرد من الجيش على علم مسبق بتاريخ تقاضيه لمرتبه. هي أمثلة بسيطة عن ضرورة التحلي بالانضباط، والصرامة والدراسة المعمقة والمتأنية، قبل اتخاذ أي قرار غير محسوب العواقب، قد يكون سببا ضياع مصير جيل بأكمله، وللإدارة المدنية في إدارة الجيش عبرة.