الطالبة محمدي تتألق في أطروحة الدكتوراه مشرف جدا تحصلت الطالبة مليكة محمدي من جامعة البليدة، على درجة مشرف جدا في أطروحة قدمتها لنيل شهادة الدكتوراه العلوم في التاريخ الحديث والمعاصر 2017/2018، والمعنونة ب«البعد النفطي في سياسة أمريكا الشرق أوسطية من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الصدمة النفطية 1945-1973»، وهذا بجامعة الجزائر 02 أبو القاسم سعد الله قسم التاريخ ، أشرف عليها الدكتور مصطفى نويصر من البداية إلى النهاية من خلال التوجيهات الجادة وتقديم النصائح . تمحورت إشكالية الطالبة محمدي حول الغاية من ربط الولاياتالمتحدةالأمريكية سياستها اتجاه الشرق الأوسط بالنفط، والأساليب التي استعملتها لضمان مصالحها النفطية في المنطقة، بحيث تفرعت عن هذه الإشكالية مجموعة من التساؤلات و للإجابة عنها اتبعت خطة تمثلت في الفصل التمهيدي الذي يتناول بداية التطلع الأمريكي لنفط المنطقة أين بدأت تظهر بوادر سياسة شرق- أوسطية أمريكية في المنطقة من خلال التطرق إلى التنافس الأمريكي- البريطاني على نفط المنطقة، ثم السياسة الأمريكية تجاه دول المنطقة قبل الحرب العالمية الثانية لتوسيع مصالحها النفطية. علما أنها إعتمدت منهجا سرديا وصفيا. أما الفصل الثاني فحاولت إبراز أهمية منطقة الشرق الأوسط كإحدى أهم نقاط الإرتكاز في سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية الخارجية في عهد ترومان، للحفاظ على مصالحها النفطية والمتمثلة في مواجهة الوجود السوفياتي من خلال السعي إلى ربط دول المنطقة بالأحلاف الإقتصادية والعسكرية، من أهمها مبدأ ترومان سنة 1947 وإعلان مشروع قاعدة الشرق الأوسط وتدبير الإنقلابات العسكرية في المنطقة وبالتحديد في سوريا والاعتراف بالكيان الصهيوني في ماي 1948. أما الفصلين الثاني والثالث فتناولت فيهما سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه المنطقة في عهد الرئيس إيزنهاور، والتي كانت إستمرار لسياسة سابقه من خلال التركيز في سياسته على التهديد السوفياتي لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة ومحاربة الأنظمة التقدمية، مثلما حدث في إيران والسعي إلى إنشاء الأحلاف العسكرية كمنظمة الدفاع عن الشرق الأوسط والتي تجسدت في حلف بغداد عام 1955، وإعلان إيزنهاور والذي جاء بعد الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في أزمة السويس عام 1956، والظروف التي أحاطت بما مارسه إيزنهاور من ضغوط على إسرائيل، لسحب قواتها من الأراضي المصرية مع توضيح أهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية من ذلك. أما الفصل الرابع فتطرقت فيه الطالبة لسياسة التقارب للرئيس كنيدي التي حاول انتهاجها تجاه الدول العربية خاصة مصر، من خلال تقديم المساعدات الإقتصادية بهدف التوصل لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل وأهمية ذلك في حماية المصالح الأمريكية، وفي نفس الفصل تناولت سياسة الرئيس جونسون المتمثلة في دعم الأنظمة المحافظة والإنحياز التام لإسرائيل ودعمها في حرب جوان 1967، في حين تطرق الفصل الخامس لسياسة الرئيس ريتشارد نيكسون في المنطقة. وقد إعتمدت العديد من المصادر والمراجع باللغة الإنجليزية، منها مذكرات الرئيس الأمريكي ترومان في جزئين، ومذكرات وزير خارجيته دين أتشيسون، مذكرات الرئيس جون كينيدي، جونسون ونيكسون ووزير خارجيته كسينجر، بالإضافة إلى مذكرات الرئيس إيزنهاور ورئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدين، وباللغة العربية إعتمدت على مذكرات اللواء محمد فوزي والرئيس المصري أنور السادات وبعض الساسة الإسرائيلين مثل موشي دايان وشمعون بيريز وجولد مائير وبعض المجلات المهمة. وخلصت الطالبة للتأكيد على أن النفط كان فعلا محور الصراعات التي خاضتها الولايات المتاحة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بعد العالمية الثانية، ما جعلها تعزز تواجدها العسكري في المنطقة لحماية منابع النفط عبر خوض الحروب وانتهاك المواثيق الدولية، وهذا ما جسدته في حربها ضد العراق. في هذا الصدد، فقد نوه الدكتور أولاد سيدي الشيخ بمجهودات الطالبة في إختيار هذا الموضوع الذي يندرج ضمن الموضوعات الجديدة في تخصص التاريخ، وتوظيفها العديد من المصادر والمراجع، واصفا إياها بالباحثة العصامية كونها من أنجب الطالبات في مرحلة الليسانس، غير أنه أعاب على إعتمادها على أسلوب السرد التاريخي بدل المنهج التحليلي.