أكدت اليابان، استعدادها لمرافقة الجزائر في مخطط النمو الاقتصادي الواعد من خلال مقاربة تعتمد على الاستثمار في الإنسان وتحويل التكنولوجيا الحديثة، وأشادت في الوقت ذاته بالجهود الجزائرية في مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار في منطقتي شمال إفريقيا والساحل الإفريقي. تنظر طوكيو بأهمية بالغة، لفرص الاستثمار التي تتوفر عليها الجزائر في مجالات منتجة وخلاقة للثروة ومناصب الشغل بعيدا عن قطاع المحروقات، وبرمجت لقاءات ثنائية هامة خلال السنة المقبلة لتجسيد أكبر قد ممكن من المشاريع على أرض الواقع. جاء هذا، على لسان الناطقة الرسمية باسم وزير الخارجية الياباني، ميتسوكو شينو، خلال لقاء خاص مع ممثلي بعض وسائل الإعلام الوطنية، أمس الأول، بالجزائر العاصمة. وقالت ميتسوكو، إن زيارة رئيس الدبلوماسية اليابانية إلى الجزائر، تندرج في إطار ثنائي ومتعدد يعكس الإرادة المشتركة في تعميق العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الاقتصادي، من جهة، والتحضير لمؤتمر «طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا (تيكاد)»، الذي سينعقد شهر أوت من السنة المقبلة بمدينة يوكوهاما، من جهة أخرى. وأوضحت المتحدثة، أن بلدها باشرت مشاورات موسعة مع كافة البلدان المعنية، لضبط جدول أعمال المؤتمر وتحديد المواضيع والورشات التي ينبغي بحثها بشكل معمق. ووصفت ميتسوكو، الجزائر ب»البلد المهم»، الذي سيقدم إضافة نوعية في «التيكاد»، بالنظر للإمكانات الإقتصادية التي يتوفر عليها ووزنه السياسي في القارة الإفريقية. وأخذ محور «تعزيز الشراكة الثنائية»، القسط الأكبر من زيارة وزير الخارجية الياباني تاروكونو لأن «هناك طلب قوي من كلا البلدين على ضرورة استغلال فرص الاستثمار التي توفرها الجزائر». وأفادت المتحدثة، بأن اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية-اليبانية، سيلتئم خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة، «للعمل على تجسيد ما تناقشنا حوله في عديد المناسبات»، مؤكدة إرادة بلادها في مرافقة برنامج التنمية الاقتصادية الذي أقرته الجزائر. وبالنسبة لميتسوكو، فإن طوكيو، تريد استثمارا يختلف عن ذلك الذي تقوم به بعض الدول في الجزائر حاليا، «إذ ترغب في تنمية الموارد البشرية الجزائرية وتحويل التكنولوجيا الحديثة». وقالت إن عدد الشركات اليابانية الحاضر في الجزائر حاليا يناهز حوالي 25 مؤسسة، «وميزتها أنها توظف اليد العاملة الجزائرية وتتيح لها فرص الاحتكاك وتبادل الخبرات». صناعة السيارات وأبدت اليابان، رغبتها في اقتحام صناعة السيارات في الجزائر من أوسع الأبواب، فبعدما حصلت شركة «نيسان»، على الموافقة لإقامة مصنع للتركيب بالشراكة مع متعامل جزائري خاص، تريد معظم الشركات الأخرى اللحاق بالركب. وأعلنت الناطقة الرسمية باسم وزير الخارجية الياباني، أن علامات «تويوتا، سوزوكي، إيسيزي، وهينو قدموا طلباتهم للحكومة الجزائرية لإقامة مصانع في الجزائر، تشمل السيارات النفعية والسياحية وتنتظر الرد». التعاون الأمني على الصعيد الدبلوماسي، حضرت المشاكل الإقليمية والقضايا الدولية، على غرار ما يجري في ليبيا، سوريا وبين الصين والولايات المتحدة الأمريكي، في أجندة الحوار الثنائي الذي جمع بين وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ونظيره الياباني. وأكدت ميستوكو شينو، أن طوكيو تقدر عاليا الجهود التي تبذلها الجزائر في مكافحة الإرهاب وصناعة الأمن والاستقرار إقليميا وقاريا، مشيدة في الوقت ذاته «بالوساطة الجزائرية التي سمحت للأطراف في مالي بتوقيع اتفاق السلم والمصالحة سنة 2015». وقصد تبادل الخبرات، والاستفادة من التجربة الجزائرية، طلبت اليابان من الجزائر إيفاد لجنة مختصة في مكافحة الإرهاب إلى طوكيو للتباحث حول مسائل السلم والأمن وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال الحساس.