أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، خلال الملتقى الدولي لزاوية سيدي محمد السايح، حول “التصوف ودوره في الحفاظ على المرجعية الدينية والهوية الوطنية”، ببلدة عمر في تقرت، أن الزوايا والمدارس القرآنية والكتاتيب وكل مؤسسات الدولة في مجال التعليم الديني تقوم بدور اساسي في الحفاظ على الهوية الوطنية والمرجعية الدينية الوسطية المعتدلة. اعتبر عيسى الجزائر أصبحت قوية بمرجعيتها الدينية داعيا الى الوسطية والاعتدال بصفتها تجربة باتت تصدر الى الخارج. الملتقى الدولي تنظمه مؤسسة سيدي محمد السايح الخيرية للوحدة والتضامن بالتنسيق مع المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف عرف مشاركة واسعة من العلماء والباحثين بالإضافة إلى شيوخ الزوايا يسجل كذلك مشاركة دولية هامة لباحثين وشيوخ من دول المملكة العربية السعودية، السودان، موريتانيا، المغرب، النيجر، تشاد، بريطانيا وتونس كما ستستمر أشغاله لمدة 3 أيام متواصلة لمناقشة عدة محاور حول دور التصوف في الحفاظ على المرجعية الدينية والهوية والوطنية. وبهذا الصدد دعا رئيس المؤسسة الخيرية للوحدة والتضامن بوبكر بن علية إلى لم الشمل وتوحيد الكلمة، مشيرا أن هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على أهمية التصوف الذي يمثل ميدان تضحية على غرار مسيرة سيدي محمد السايح الذي كان على خطى كل رجال الجزائر المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الوطن وصونه من كل المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره ومرجعيته الدينية. وخلال فعاليات افتتح الملتقى ذكر ممثل دولة فلسطين أبو البراء أن هذا اللقاء يزامن وضعا حساسا في جملة ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات سياسية، ثقافية واجتماعية وهي تحديات ترقى في خطورتها أن تكون هادفة إلى تقويض عوامل صمودها ومقومات نهضتها وجوهر قيمها المتمثلة في عقيدة الأمة وهويتها الدينية أولا ثم في وحدتها وعضدها ثانيا وثالثا في وعي الأمة الجمعي والحصانة الفكرية ضد محاولات التزييف والتلاعب بتراثها العلمي وتجاربها التاريخية. من جهته ذكر رئيس مجمع الفكر الإسلامي البروفيسور عبد الرحيم علي محمد ممثل دولة السودان أن هذا الملتقى العلمي الذي يجمع ثلة من خيرة العلماء وأهل الفضل من بلاد مختلفة هو فرصة للالتقاء وتبادل الأفكار ومناقشة مختلف القضايا والتحديات الراهنة والتطلع أيضا إلى تعاون وثيق مع الجزائر. يذكر أن زاوية سيدي محمد بن السايح خصت خلال أشغال الملتقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتكريم، نظير مجهوداته في أمن وتنمية والوطن ومساعيه الهادفة إلى الحفاظ على المرجعية الدينية بوسطيتها واعتدالها، تسلمه وزير الشؤون الدينية والأوقاف.