تواجه غابة باينام (غرب العاصمة) أخطارا جمّة خاصة في فصل الصيف، تمتد من الحريق كما سجل للمرة الثانية أول أمس من ناحية الحمامات إلى التوسع العمراني مرورا بالتلوث في ظل استمرار عمليات تفريغ الأتربة والنفايات المختلفة من طرف مؤسسة «أسروت» لولاية الجزائر، والرمي العشوائي على حواف ومسالك غابة تعتبر رئة العاصمة. هذا الموقع الايكولوجي الذي تحيط به عدة بلديات، يمكنه أن يصبح مقصدا، للسياحة والترفيه وفقا لمعايير تراعي البيئة وخصوصية العائلة الجزائرية، لو يدرج ضمن رؤية شاملة يتقاسمها كافة المتدخلين المحليين مثل إدارة الغابات، البيئة وكذا الشباب والرياضة والسياحة مع فتح المجال أمام الحركة الجمعوية التي تهتم بمثل هذا المجال. لكن قبل ذلك ينتظر أن تبادر مصالح ولاية الجزائر بتشخيص الوضعية الراهنة واتخاذ التدابير التي من شأنها أن تكبح نشاطات تعتبر مضرة بالشجرة خاصة ما يتعلق برمي نفايات تنقلها عشرات الشاحنات يوميا إلى مكان وسط الغابة وبعضها يتم حرقه مخلفة روائح سامة لا تحتملها الطبيعة. وكان في زمن الوالي السابق زوخ الذي بدأت معه عملية نقل النفايات مختلف الورشات وبلديات العاصمة إلى هذا المكان النقي بالأوكسجين، قد سجلت احتجاجات قام بها سكان أحياء مجاورة رفضا لتلويث البيئة، وازعاج الساكنة، بفعل حرق النفايات. بينما كان ينتظر أن تكون غابة باينام أنموذجا لتنمية ثقافة حماية البيئة في ظل تداعيات التوسع العمراني واكتظاظ العاصمة وضواحيها، يبدو أنها تحمّل ما لا تحتمله من إفرازات المدينة، ويعوّل هنا على الوالي الجديد عبد الخالق صيودة للتدخل من أجل تشخيص الوضع واعتماد إجراءات عملية صارمة تعكس الحرص على حماية هذا التراث الغابي، وتأمينه وتطهيره من ممارسات سلبية ومن حيوانات خطيرة كالخنازير التي تكاثرت بشكل كبير، ومنع استمرار ظواهر سلبية لم تجد من يكبحها بما فيها دخول مركبات خواص إلى العمق بسبب انعدام بوابات وقلة الحراسة، خاصة وأن عدة اعتداءات سجلت في السابق نفذها منحرفون ضد مواطنين اعتقدوا أن المكان مطمئن. ويمكن لانخراط الجماعات المحلية المتاخمة للموقع في إطلاق برامج تطوعية لتنظيف الغابة يشارك فيها المواطنون وخاصة الشباب، من خلال جمعيات ونوادي ينتظر أن تكون متواجدة في الميدان من خلال ممارسة رياضات صديقة للبيئة، ومن ثمة ملء الفراغ الذي يستغله أعداء الطبيعة ممن يخربون بيوتهم بأيديهم.