مواصلة للإعلام الجواري الذي تقوم به «الشعب» لتنوير الرأي العام، والوقوف على الايجابيات والسلبيات في قطاع الصحة بولاية تيارت، وجهتنا كانت مؤسسة استشفائية حديثة الانجاز، ألا وهي ميموني الطاهر بمدينة السوقر، والتي رغم حداثتها إلا أنها سجلت نقائص أثارها المواطنون ولا سيما أن هذا المستشفى يعلّق عليه السكان آمالا كبيرة، كونه يضمن التغطية الصحية لدائرتي السوقر وعين الذهب ببلديتيهما كاملة، وكونها منطقة عبور الى الصحراء الكبرى من الجهة الغربية ووسط الجزائر. فمستشفى ميموني الطاهر الجديد تمّ افتتاحه رسميا بتاريخ 16 أفريل المنصرم، ومن المنتظر أن يغطي الجهة الشرقية للولاية، ويقصده حوالي 240 الف نسمة رغم أنه لا يزال إداريا يتبع للمستشفى القديم قرميط الناصر ويديره نفس المدير ويتّسع ل 120 سرير، وبه العديد من التخصصات التي تتطلب الاستعجال كمصلحة الامومة والطفولة والولادة وجراحة الرجال والنساء والعظام والاشعة والتحاليل الطبية ومصلحة للاستعجالات ساعدت في التخفيف من الاكتظاظ تشهده مؤسسة قرميط الناصر التي لا تتّسع لأكثر من 3 أو 4 أشخاص في المصلحة ممّا أدّى إلى نقص في الاستقبال. غير أنّ نقص أطباء الأمراض الصدرية والأنف والحنجرة القلب أدى إلى تنقل المرضى الى مستشفى يوسف دمرجي الوحيد على مستوى ولاية بحجم تيارت، وحسب مدير المستشفى فإن الاعتمادات المالية المسخّرة للمؤسسة لا تسمح باعتماد اطباء متخصصين لكون الاطباء المتواجدين حاليا يتم إيواءهم عن طريق كراء سكنات خارج المستشفى، والذين يقدر عددهم ب 15 طبيبا مما أثقل ميزانيته، وأدى الى عدم جلب اطباء آخرين رغم الحاجة الماسة اليهم. وعن الطاقم البشري للمستشفى، قال مديره السيد قزولي إن المستشفى يتوفر على 445 مستخدم لجميع الشرائح منهم 34 طبيبا عاما و28 طبيبا متخصصا و235 من عمال الشبه طبي و17 قابلة، ويبقى هاجس نقص العمال المهنيين يسجل نقصا فادحا بالمؤسسة كالحراس والسائقين والبوابين وحتى في الممرضين وشبه الطبيين فهناك نقص مقارنة بحجم المستشفى الذي رأى النور بعد سنوات من الانجاز والتوقف، فالمؤسسة يضيف مديرها لا تتوفر سوى على 3 سيارات اسعاف في الخدمة، وهي تعتبر كذلك عائقا نظرا لكثرة الاجلاءات التي تسجل يوميا، حيث يسجل 15 حالة تقريبا اسبوعيا وتتعداها الى اكثر، غير ان قلة السائقين و سيارات الاسعاف ادى الى نقص في الخدمات بمستشفى يعلق عليه المواطنون آمالا وحتى السيارات التي تنقل الاطباء والاداريين لا يتوفر عليها المستشفى، كما تقدم صيدلية المستشفى خدمات كبيرة حيث تتوفر على جميع الادوية. وحسب إحصائيات تحصّلنا عليها من مصلحة الاستعجالات، فإن المستشفى يقوم بمعدل 200 فحص يوميا، بتقديم خدمات ل 41333 منذ جانفي المنصرم، أي خلال 7 أشهر و1076 استقبال و28032 حقنة و1762 فحص للقلب و3687 تحليل طبي للمرضى و554 عملية إجلا ء للمؤسسات الاستشفائية الاخرى سواء داخل الولاية او خارجها وعشرات العمليات الجراحية النسائية والرجالية والولادات ومعالجات الحروق البسيطة والختان، غير أن طب الأسنان يشهد نقصا واضحا في المختصين. ويتوفر مستشفى السوقر الجديد على عتاد طبي متطور من احسن طراز، والدليل به جهاز سكانير بقوة 64 بطارية وينتظر وضعه في الخدمة في الايام المقبلة لكون الولاية كاملة لا تتوفر على مثل هذا الجهاز المطلوب بكثرة من الاطباء لتشخيص الأمراض المستعصية على الكشف العادي. ويأمل السيد قزولي عبد القادر مدير المستشفى الجديد في أن يتم استدراك النقائص المسجلة بالمؤسسة تدريجيا كونه جديد وكان يدير مستشفى مماثلا بدائرة ثنية الحد بولاية تيسمسيلت، ويبدو متفائلا للمهمة حسب قوله لكون السلطات الولائية كوالي الولاية ومدير الصحة والسكان يقومون على المستشفى من خلال الزيارات و الاستفسارات عن وضعيته، ولا سيما أن والي تيارت السيد بن تواتي عبد السلام قام خلال الاسبوع المنصرم بدعم مادي كبير، حيث تم تخصيص 70 مليار سنتيم لمركز أمراض الكلى وتصفية الدم بعاصمة الولاية، وفي الأخير قمنا بطرح سؤال على أحد نزلاء المستشفى السيد عبد اللاوي احمد حول خدماته، وهو شاب تعرض لكسر على مستوى الساق أثناء مباراة في كرة القدم وتمت جراحته فور التحاقه بالمؤسسة، وتمت معالجته ويخضع حاليا للنقاهة ببيته، وقد أثنى على الطاقم الطبي والاداري للمستشفى، وهو من سكان مدريسة على بعد 43 كلم عن السوقر، وطالب بالحفاظ على هذا المرفق العمومي الهام.
