اعتبر الدكتور توفيق بن زردة عضو المجلس العلمي لمتحف المجاهد “علي كافي” بسكيكدة، «أن 17 أكتوبر 1961 جريمة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية ضد الجزائريين المسالمين الرافضين للحقرة والعبودية. وقال إن الحدث كان بالنسبة للثورة التحريرية يمثل جبهة استراتيجية نقل خلالها النضال إلى قلب فرنسا الاستعمارية. وتعزّز ذلك بإنشاء خلية فدرالية فرنسا خلال سنة 1957 وهي الانطلاقة الحقيقية لهذه الخلية والعمل داخل فرنسا من قبل العمال الجزائريين»، ومن ثم انتشرت إلى مختلف المقاطعات الفرنسية وأشهر العمليات حسب ما ذكر المحاضر «كانت خلال 25 أوت من سنة1958 حيث تم تنظيم 80 عملية فدائية مست كل التراب الفرنسي، بعمليات نوعية أتت على مراكز حيوية من مراكز الشرطة على الخصوص، حيث تم قتل زهاء 80 فرنسيا، مع تسجيل ضحايا من الجانب الجزائري وانتقمت الإدارة الفرنسية بإعدام الموقوفين». وأضاف الدكتور» أنه بعد هذه العمليات أسست فدرالية فرنسا، لفك الخناق على الثورة في الداخل، وكسب الدعم من الأوروبيين ومنح إضافة مالية من اشتراكات الجزائريين». جاءت مظاهرات 17 أكتوبر حسب بن زردة « في سياق مفصلي وفي ظرف مصيري عاشته الجزائر، فقد بلغ العنف العسكري أوجه بوصول ديغول للحكم، والإعلان عن مخططات عسكرية «شال»، تأسيس منظمة إرهابية إجرامية من قبل الجيش الفرنسي «OAS»، ودخول جبهة التحرير الوطني في مفاوضات. كما شنت فدرالية فرنسا بين 29 أوت إلى 03 أكتوبر من سنة 1961، 33 عملية هجومية نجم عنها قتل ما يزيد عن 13 شرطيا، ليقوم موريس بابون بإصدار أمر بحضر التجوال على العمال الجزائريين، بهدف قمع العمليات الفدائية للولاية السابعة»، وأضاف المحاضر «أنه كآلية سلمية لكسر قرارات حضر التجوال وهو قرار من جبهة التحرير وفدرالية فرنسا، خرج ما بين 30 إلى 40 ألف جزائري مع العائلات من ضواحي باريس وباقي المقاطعات، على مدار 03 أيام. وعرفت المظاهرات حسب بن زردة قمعا كبيرا من قبل الإدارة الفرنسية، وذلك بتسخير 10 آلاف شرطي، وذلك بحجة عدم قانونيتها، لتندلع مشادات، حيث اعتبرت أعنف قمع في التاريخ المعاصر بأروبا الغربية حسب مؤرخين من الأوربيين، وقد اعتقلت السلطات الفرنسية 11 ألف متظاهر من بينهم 500 امرأة، وتعرض البعض إلى القتل والرمي بالنهر، والبعض الآخر للترحيل إلى الجزائر». ...ذكرى وإنجازات ببلدية بلهادف بوراوي بجيجل أحيت بلدية بوراوي بلهادف بجيجل، الاحتفالات الرسمية الولائية المخلدة للذكرى 58 لليوم الوطني للهجرة المصادف ل 17 أكتوبر 1961، بتدشين جملة من المشاريع، أهمها الطريق المعبد المسمى باسم الشهيد بوراوي علي على مسافة 700 متر، الذي استفادت منه المنطقة في إطار المخططات البلدية للتنمية لسنة 2017 بمبلغ مالي قدر ب 12 مليون دج، ما من شأنه فك العزلة عن سكان أولاد مسعودة الجبلية، وخلال الاستماع لانشغالات المواطنين على مستوى المنطقة أعطى الوالي موافقته على مشروع تهيئة وتعبيد طريق بوشة الذي يمتد على مسافة 850 متر. وبذات المناسبة تم إعطاء إشارة انطلاق أشغال إنجاز مشروع تزويد مشاتي أولاد خلاص، تازة، أولاد مسعودة، بشبكة المياه الصالحة للشرب، بتكلفة مالية قدرت ب 5 مليار سنتيم لفائدة 2500 نسمة، ويدخل هذا المشروع في إطار البرنامج التأهيلي للولاية، وقد حددت مدة الإنجاز ب 12 شهرا، وقد تعهد المقاول المكلف بالمشروع بتسليمه في مدة لا تتعدى 7 أشهر. وبمنطقة أولاد عمران تم تدشين مشاريع تنموية هامة لفائدة سكان المنطقة منها تدشين قاعة علاج باسم الشهيد بوحلاس عبد الرزاق في إطار مخططات البلدية لتنمية هذه القاعة يستفيد منها حوالي 750 فردا، كما تم تدشين ساحة اللعب بولاد عمران التي تم إنجازها أيضا في إطار مخططات البلدية للتنمية، وهذا لتحسين ظروف ممارسة الرياضة للشباب، والذي يستفيد منه حوالي 1200 نسمة. ...شرطة جيجل تزور متحف المجاهدين من جانبها، المصالح الأمنية نظمت بالتنسيق مع مديرية المجاهدين، زيارة ميدانية لفائدة مجموعة من قوات الشرطة، والطلبة المتربصين إلى متحف المجاهد الكائن بالمخرج الشرقي لمدينة جيجل، أين كانت فرصة لقوات الشرطة للتعرف عبر مختلف أجنحة المتحف على تاريخ الثورة الجزائرية عامة، وبولاية جيجل خاصة، حيث سعى أمن الولاية من خلال هذا النشاط للمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتذكير قوات الشرطة من الجيل الحالي بالتضحيات الجسام التي قدمها جيل الثورة في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال. ...وسكيكدة تستذكر ملحمة 17 أكتوبر 1961 لم تتأخر سكيكدة عن الموعد التاريخي حيث أحيت الذكرى بتنظيم معرض للصور والكتب التاريخية، وندوة تاريخية بمشاركة أساتذة مختصين في تاريخ الجزائر المعاصر. بالمناسبة، اعتبر حموش فاتح مدير المتحف الجهوي بسكيكدة، «أن اليوم الوطني للهجرة هو عربون وفاء للجالية الجزائرية المهاجرة في فرنسا التي قدمت دعما للثورة في أحلك مراحلها بالرغم من غربتها والظروف القاسية التي تعيشها، وذلك من خلال المظاهرات السلمية بباريس وضواحيها، وتحدي الحظر المفروض آنذاك على الجزائريين، طبقا لتعليمات قياديي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، الذين نجحوا في نقل الثورة داخل التراب الفرنسي، وتشتيت طاقة السلطات الفرنسية بهدف تخفيف الضغط على الشعب الجزائري الذي كان يعاني من حرب عنيفة وتدميرية». وواصل حموش أن مظاهرات 17 أكتوبر» عزّزت النضال وأكّدت مدى تلاحم أفراد الشعب مع ثورته داخليا وخارجيا، وفضحت مشاركة المهاجرين في المظاهرات السياسة الاستعمارية المنتهجة بالجزائر عن طريق وسائل الإعلام الدولية، كما كسبت القضية الجزائرية على إثر هذه الأحداث أنصارا كثيرين لدعم الثورة سياسيا وإعلاميا وماديا والدفاع عن المساجين، والتشهير بممارسات المستعمر الفرنسي، وهو الأمر الذي عجل بمفاوضات «إيفيان الثانية» التي وضعت حلا نهائيا للقضية الجزائرية.