الكشف المبكر ضرورة حتمية للوقاية من الداء دق أطباء مختصون في مكافحة أمراض السرطان خلال اليوم التكويني 44 الذي احتضنه المركز الثقافي محمد الشيخ بدلس ناقوس الخطر بسبب الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات بمرض السرطان بكل أنواعه خاصة سرطان الثدي بالنسبة للمرأة وسرطان الرئة والقولون المستقيم بالنسبة للرجل، في ظل صعوبات الإقناع بأهمية الكشف المبكر وسط المواطنين مقابل تزايد تكاليف العلاج ومتابعة المرضى بالمستشفيات.. كشفت الطبيبة المختصة بمصلحة مكافحة مرض السرطان بمستشفى محمد بوداود دحماني لويزة في مداخلة حول سرطان القولون أسبابه وطرق العلاج والوقاية،»أن هذا النوع من المرض يمثل نسبة 7 بالمائة من إجمالي عدد المصابين في الجزائر، ويمس الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 و 68 سنة، 10 بالمائة من الإصابات وراثية والأخرى مرتبطة بتغير النمط الغذائي والإفراط في تناول بعض المأكولات الغنية بالدهون والزيوت، إلى جانب بعض العادات السلبية المنتشرة أكثر لدى الرجال كالتدخين.. كما دعت الطبيبة المختصة بالمناسبة «إلى أهمية الكشف المبكر لكل المواطنين في حالات وجود بعض الأعراض المرضية البسيطة لتجنب استفحال المرض وارتفاع حظوظ الشفاء من الداء بنسبة 90 بالمائة إلى جانب تقليل عدد الوفايات إلى حدود 50 بالمائة وتخفيض تكاليف العلاج والمتابعة المرتفعة خاصة في ظل نقص عدد المراكز العلاج المتخصصة على المستوى الوطني.. ولدى حديثها عن طرق العلاج الفعالة من هذا المرض المستفحل بالجزائر التي تشهد تسجيل أزيد من 11 آلف حالة سنويا، أكدت المتدخلة «أن أحسن طريقة للوقاية من الإصابة ورفع حظوظ الشفاء هو الكشف المبكر وكذلك تكييف النمط الغذائي بالاعتماد أكثر على الخضروات والفواكه الطبيعية وتجنب كل الوجبات الجاهزة والمعلبة التي تعتبر المصدر الرئيسي للمرض والحرص على ممارسة الأنشطة الرياضية.. هذا الانشغال المتعلق أساسا بأسباب عزوف المواطنين عن متابعة حملات الكشف المبكر التي تقوم بها بعض المراكز الصحية بالتنسيق مع جمعية الرحمة لمكافحة السرطان ودور مستشفى دلس في القيام بمثل هذه الحملات التحسيسية نقلناها إلى مدير المؤسسة اسعد علي الذي أرجع السبب الرئيسي إلى»طبيعة المجتمع المحافظ» ونقص الوعي بأهمية إجراء التحاليل والفحوصات الدورية. وأشار «أن المصلحة المتخصصة في مرض السرطان تقوم بدورها في هذا الجانب وتتوفر على كل المستلزمات الطبية والبشرية منها 3 أطباء متخصصين لمتابعة المرضى». كما شهد اليومي التكويني الطبي الجراحي تقديم عدة مداخلات أخرى تناولت محاور حساسة في حياة المواطن والمريض منها الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وطرق الوقاية منها، إلى جانب مرض السكري ومضاعفاته الخطيرة وبعض الأمراض المزمنة كالضغط الدموي الذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا في المجتمع.
