أكدت مجلة الجيش في افتتاحية عددها الأخير «أن الشعب الجزائري المسنود بجيشه الذي رافقه بصدق وثبات في هبته السلمية قطع أشواطا كبيرة في مسار تجسيد الإرادة الشعبية التي ستتحقق في الاستحقاق الرئاسي المقبل باختيار رئيس للجزائر بكل حرية ونزاهة». أشارت الافتتاحية بعنوان «تجسيد الإرادة الشعبية» إلى أن الشعب الجزائري مستبشر بالضمانات غير المسبوقة للعملية الانتخابية، أدرك بذلك المسؤولية الملقاة على عاتقه وتستدعي مشاركة مكثفة يوم الاقتراع للمضي في بناء الجزائر الجديدة، وان التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يمثل ضربة قاصمة وقاضية للعصابة وأذنابها وإحباط مخططاتها بشكل لا تقوم لها قائمة. وأضافت افتتاحية المجلة بلغة صريحة نوفمبرية أصيلة أن المشاركة كما هو منتظر تكون أحسن رد على الخونة والحركى الجدد الذين سارعوا للإستقواء بجهات خارجية معروفة بحقدها الدفين والتاريخي على الجزائر وشعبها وحملها على التدخل السافر في شؤون بلدنا الداخلية، وهو ما يرفضه الشعب الجزائري من أي كان. وأبرزت مسيرة الجيش الوطني الشعبي المتواصلة لبلوغ أقصى درجات الجاهزية في ظل الرعاية المتواصلة والعناية الكبيرة التي توليها القيادة العليا يتقدمها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح لكل ما له صلة بتطوير قدرات القوات المسلحة على كافة الأصعدة. ويدرج العنصر البشري في صلب تلك الإستراتيجية مما أكسب أفراد الجيش على جميع المستويات من المسؤولية والأداء تمرسا وكفاءة تؤهلهم للقيام بمهامهم باقتدار ومواجهة أي تهديد كان، وهوما أثبتته التمارين البيانية للوحدات القتالية بمختلف النواحي العسكرية من جاهزية جيشنا لصد أي خطر. هذه اللحمة التي تربط جيشنا بشعبه فضحت عداء بعض الأطراف التي لم تستسغ هذا الامتداد العميق والمتجذّر فحاولت ضرب الوحدة واستهداف جيشنا الباسل بما يشبه تصفية حسابات عبر حملة شعواء وغير مسبوقة يقف وراءها خونة لم يهضموا أبدا تلك العلاقة الوجدانية الكامنة بين الشعب وجيشه، من خلال الموقف التاريخ والمبدئي للجيش الوطني الشعبي باصطفافه مع الشعب ومرافقته في مسيراته السلمية منذ البداية ودعم مطالبه المشروعة التي تحققت. وذكّرت المجلة في هذا الصدد بما صرح به الفريق أحمد ڤايد صالح لدى زيارته إلى قيادة الحرس الجمهوري قائلا « هؤلاء الأعداء يعلمون جيدا أن الوحدة بين الشعب والجيش وتماسكهما هي صمام أمان بلادنا، لهذا ترتكز مخططاتهم على محاولة ضرب أسس هذه الوحدة من خلال مغالطات وأكاذيب ثبت زيفها وبطلانها للشعب الجزائري الذي سيبقى دوما يفتخر بجيشه الذي قدم دروسا في الولاء للوطن والوفاء للشهداء». ويشير إلى أن التاريخ لن ينسى موقف الجيش في كشف العصابة وتحييدها وتخليص بلادنا من تجار الايديولوجيا الذين حاولوا تفريق الشعب وتفكيك تلاحمه وطمس تاريخه، وكان الفضل للوعي والإخلاص لكشف نعيق الغربان والخونة وفضح افتراءاتهم وأكاذيبهم وهم الذين باعوا الذمة والعمة للشيطان فكان حتما إجهاض كل المحاولات اليائسة التي تريد المساس بهيبة الدولة واستمرار مؤسساتها. للإشارة تضمنت المجلة التي تصدر شهريا إلى جانب نشاطات القيادة، ملفا شاملا بشأن الاستحقاق الرئاسي بعنوان ساعة الحسم، يعرض تاريخ الانتخابات الرئاسية بعنوان الطريق إلى المرادية، ويرصد الظروف التي هيئت للاستحقاق في 12 ديسمبر ودور وسائل الإعلام بعنوان الاحتكام إلى الضمير، وأورد الملف تعليمات رئيس الأركان لتوفير الإجراءات الضرورية لممارسة الحقوق الدستورية في بيئة آمنة وتوضيح الإجراءات الخاصة بانتخاب الأفراد العسكريين كمواطنين مدنيين على مستوى بلديات التسجيل في القوائم الانتخابية. كما تتضمن جملة مواضيع تعكس أحداثا ونشاطات شاملة من كافة الجوانب العسكرية منها دور ومكانة الجيش الجزائري في المجتمع، ملتقى حول مبادرة 5+5 دفاع، حصيلة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في شهر نوفمبر الماضي، صور تلاحم الشعب وجيشه ضمن رابطة جيش- أمة، وريبورتاج حول المدرسة العسكرية متعددة التقنيات بعد مسيرة نصف قرن في التكوين النوعي، صورة عن نوادي الجيش وإضاءات على البرنامج الفضائي الوطني 2020 / 2040 الذي يعزز السيادة الوطنية إلى جانب أخبار الرياضة وركن أيام من الذاكرة تناول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تحل ذكراها قريبا ليستعيد الشعب الجزائري مآثر أسلافه الأبطال.