اختار المترشح عبد العزيز بلعيد، أن ينشط آخر تجمع له بالجزائر العاصمة، على الطريقة الأمريكية، بالتعريف بنفسه وبمساره النضالي الذي مكنه في أن لا يكون ابن الأوراس فقط بل ابن الجزائر كلها على حد قوله، ناهيك عن احتكاكه بشخصيات كبيرة تركت بصمتها على مساره السياسي وعلى رأسها الراحل عبد الحميد مهري، ليؤكد أن على الشعب أن يدرك أهمية الانتخابات في الحفاظ على مكاسب «الحراك»،والتي لن تتعزز إلا باختيار رئيس للجمهورية يحدث قطيعة مع نظام عمل طيلة 20 سنة على كسر العمل السياسي والاقتصاد على حد سواء. توقف بلعيد في خرجته المتميزة بقاعة حرشة حسان، عند تأسيسه لحزب جبهة المستقبل ليكون انطلاقة جديدة لنضاله، مع إطارات اختاروا مواجهة الممارسات الدخيلة على الساحة السياسية، من مال فاسد، تزوير ورشوة، وهم يدركون جيدا ما يمكن مواجهته، وذلك في سبيل إحداث القطيعة مع الممارسات التي وصفها بالمضرّة، ناهيك عن رفضه للعديد من المناصب وكذا عدم خضوعه لسياسة الترهيب التي مورست ضده من طرف العصابة. وتوقف رئيس جبهة المستقبل مليا عند برنامجه مركزا هذه المرة على الشباب وهوالخبير بمشاكله، وهو أمر ليس وليد الصدفة على حد قوله،وإنما نتيحة حتمية لمساره النضالي في الكشافة والجامعة من خلال اتحاد الطلبة الجزائريين، حيث اقترح الكثير من الحلول لجعلهم يساهمون بكل القطاعات سيما الفلاحة والسياحة عبر إنشاء التعاونيات الفلاحية وبناء 100 ألف سكن ريفي، وكذا خلق المؤسسات المتوسطة والصغيرة بدعم من البنوك، متعهدا ببناء ألف قرية سياحية، عبر استغلال 54 ألف هكتار مسترجعة والتي تنتظر من يستثمر فيها. كما دعا بلعيد إلى الاهتمام بالجالية وفتح الأبواب أمامها بتوفير كل الظروف لاستقطاب الكفاءات الجزائرية التي بالخارج عبر تسهيل إجراءات التنقل إلى الجزائر، والسماح لهم بالمساهمة في بناء وطنهم الأم، متعهدا بإعادة النظر في القوانين، سيما تلك التي منعتهم من تقلد وتولي مسؤوليات سامية في بلادهم أولها المادة 51 من الدستور التي تمنع ذوي الجنسية المزدوجة من تولي المسؤوليات في حين يمكنه أن يكون برلمانيا، ما وصفه بغير المنطقي. في المقابل، شدد على ضرورة إرجاع هيبة الدبلوماسية الجزائرية وإستعادة مكانتها بعد التقهقر الذي عرفته في السنوات الأخيرة بسبب الجهوية والمحسوبية، وذلك خدمة للاقتصاد الوطني وترقيته، حيث يتعين عليها اصطياد الفرص المالية والاستثمارية والسياسية أينما كانت. كما دعا بلعيد إلى المحافظة على مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، احترافيتها ومكانتها إقليميا، من خلال الوقوف إلى جانبها، محذرا مما وقع لدى شعوب وقفت ضد جيوشها لتفتح الباب أمام العدوالخارجي، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على ارتباطه العميق بالشعب من خلال الخدمة الوطنية التي يجب إعادة النظر فيها، وهذا اعترافا بجهود هذه المؤسسة التي رفضت الدخول في المرحلة الانتقالية وكرست احترام الدستور والذهاب في المسار الديمقراطي عن طريق الانتخابات. كما تعهد رئيس جبهة المستقبل بتعديل الدستور ليكون على مقاس الشعب لا المرشحين، يكرس دولة الحق والقانون والعدل، ويعطي الفرصة لجيل الاستقلال والشباب الذي عانى الكثير وانتظر طويلا تسلّم المشعل، مؤكدا أن التجربة أثبتت أن المشعل مثل الحرية تؤخذ ولا تسلم.