أحدثت الريح التي ضربت ولاية البليدة، أمس وأمس الأول، حالة استنفار بين العائلات القاطنة بالبنايات الهشة والعتيقة بالأحياء الشعبية، وأدت إلى انهيارات وتعرية الأسقف، وقطع بعض الطرق الفرعية، بسبب تساقط الأشجار والأغصان، مما أزم حركة سير السيارات. قضت العائلات ببازارات الموت والأحياء القديمة، بحي الدويرات والجون والزنك، وبني عزة الفوضوي، ليلة بيضاء، بسبب الريح التي ضربت في اليومين الماضيين بقوة، وجعلت الأغصان والأشجار تتساقط، مما تسبب في قطع الطريق على مستوى حي مرطان بحدود إقليم دائرة وادي العلايق والبليدة. فيما عانت عشرات العائلات من تساقط أجزاء من بناياتها، دفعت ببعضها إلى الاحتجاج والمطالبة بالتدخل، لأجل إنقاذها من الخطر، وترحيلها إلى السكنات الجاهزة، والتي سبق وأن صرح عدد من المسؤولين، بأن الأولوية في السكن، لأصحاب المساكن المتضررة والهشة، ثم أن المركز التقني للبنايات، «سيتيسي»، سبق وأن أصدر تقارير ومحاضر حول عدد من تلك البنيات والمحتشدات، التي تعود إلى زمن التواجد الاستعماري، والتي أقر فيها بخطرها، وأنها تعرضت إلى تشققات، وعلى أصحابها إخلاؤها، خاصة بعد تضررها من زلزال بومرداس في العام 2003، ثم الهزة الزلزالية الثانية بحمام ملوان، والتي ضاعفت معاناة سكان البازارات القديمة، بقلب مدينة البليدة وعدة بلديات أخرى في الشبلي وأولاد يعيش. وكشفت عائلات هذه الأحياء، أن الأمطار الأخيرة والتي رافقتها رياح في الفترة الأخيرة، أدت إلى هروب بعض العائلات من سكناتها، والاحتماء لدى الجيران والأقارب، كما أدت إلى حدوث انقطاع في التيار الكهربائي، وسقوط بعض الكوابل، وأيضا اندلاع حرائق ببعض المساكن القديمة، نتيجة تماس خيوط الكهرباء. واستعجل السكان تدخل الوصاية في مثل هذه الظروف لأجل حمايتهم، وإبعاد عنهم الأخطار، خاصة وأن السنة الجارية منذ مطلعها، أحصت فيها المصالح الوصية وفاة شخص تحت الردم، بحي مخباط وسط المدينة، وأيضا تسجيل وفاة سيدة عجوز بطريق الباي، نتيجة تعرضها إلى أزمة نفسية، انعكست على وضعها الصحي، حتى فارقت الحياة، وهي عينة من حالات أخرى، سبق وأن تم تسجيلها ببعض بازارات الموت.