عثرت مصالح الدرك الوطني لولاية قسنطينة، ليلة أول أمس، على 31 طفلا من فئة مرضى التوحد وتريزوميا 21، في حالة يرثى لها داخل مقر يطلق عليه أصحابه « المعهد الدولي للتنمية البشرية» كواجهة للتغطية على نشاطاتهم وذلك بحي الرياض»بن شيكو» يقوم على النظام الداخلي، حيث منهم من تعرض للحرق وللكسر، وآخرون قضوا ليلة الجمعة إلى السبت تحت العناية بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة. حسب مصادر ل»الشعب» فإن القضية تم كشفها من طرف ولي أحد النزلاء الذي وقف على حجم الأضرار التي تعرض لها هؤلاء الأطفال، حيث يعاني نزلاء هذا المعهد من تكفل ضعيف جدا ومهين ويبيتون فوق أفرشة سيئة دون أسرة، حسب ما ذكرته ذات المصادر، مع نوعية رديئة في الإطعام لم يتم اكتشافها إلا بعد اقتحام المكان، مع تنويمهم بواسطة أدوية خاصة. وقدّر عدد الأطفال المقيمين بهذا المعهد 31 طفلا معاقا، من فئة «التريزوميا 21» والتوحد، يقيمون على أساس نظام داخلي، وفق برنامج يقدّمه المعهد المذكور سابقا والمتخصص والذي يحمل اسم « المعهد الدولي للتنمية والإبداع من أجل ترقية هؤلاء الأطفال الذين يجدون صعوبة في الحصول على مقاعد داخل المؤسسات التعليمية النظامية. وتضيف ذات المصادر أن هذا المعهد يتواجد في إحدى الفيلات المشيدة في حي الرياض ببلدية قسنطينة، ويشاع على أنه يقدّم خدمات في مجال التنمية البشرية، ويضمن الإقامة الداخلية مع الرعاية الدائمة من أكل وإطعام ومبيت، حيث يتعدى مبلغ سداد 3 أشهر من المكوث بعين المكان مبلغ 200 ألف دينار، مقابل الطفل الواحد، مشيرا إلى أن صاحب هذا المعهد حاول الحصول على اعتماد من أجل إنشاء جمعية وطنية خاصة بهذه الفئة فقط، وهو الأمر الذي لم يتم الحصول عليه لحد الساعة. وقد وجد الأطفال المذكورون في حالة مزرية، وبآثار الحروق على جسمهم، حيث تتراوح أعمارهم ما بين 7 و 14 سنة ينحدرون من عدة ولايات وطنية، ولا يقتصر الأمر على الأطفال بل المراهقين أيضا، ليشير مصدرنا ذاته أن المعهد كذلك ضم معاقي هذه الفئة من كلا الجنسين ذكورا وإناثا. وبعد أن تم استرجاعهم من قبل المصالح المختصة بعد مدة من المكوث بالمعهد وسط ظروف مزرية، خضعوا لعملية تنظيف شاملة مع تواجد لفرق مديرية النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة، ولفحوص طبية شاملة منها من تدخل في إطار التحقيق الأمني من طرف مصالح الدرك الوطني للتأكد من عدم وجود اعتداءات أخرى. وقد تم الإبقاء على طفلين أو ثلاثة داخل المستشفى الجامعي بن باديس تحت المعاينة، فيما تم تحويل باقي الأطفال إلى ديار الرحمة الكائنة بحي جبل الوحش رفقة المسنين، في انتظار استكمال التحقيق من طرف الدرك الوطني وتواصله مع أولياء النزلاء المقيمين وتمديد التحقيقات إلى ولايتي سطيف والجلفة. وذكر البعض من القاطنين أن المعهد كان ينشط منذ مدة، دون علمهم بما كان يحدث داخله من تجاوزات وسوء للمعاملة، حيث تم إلقاء القبض على 9 أشخاص من بينهم صاحب المعهد وبعض من المرافقين للأطفال في النظام الداخلي لهم، حيث اعتبروا شركاء معهم كما يتحمل بعض الأولياء المسؤولية بالنظر لعدم تفطنهم لما يحدث لأبنائهم داخل هذا المعهد.