إنطلقت حملة صيد التونة بأعالي البحار وفقا لرزنامة المنظمة الدولية لهذه الشعبة بحيث جهّزت المصالح المعنية بولاية تيبازة ثماني بواخر مختصة للمشاركة في الحملة و جمع ما يعادل 38 بالمائة من الحصة الوطنية لهذه السنة والمقدرة ب1650 طن. حسب ما علمناه من مدير الصيد البحري و تربية المائيات بالولاية أحمد تدبيرت فإنّ البواخر الثمانية تحمل على متنها ما يربو عن 80 بحارا و يرافق كلّ باخرة مفتش من إدارة القطاع توكل له مهمة مراقبة مجمل الجوانب المتعلقة بكمية و طريقة صيد التونة بأعالي البحار وفقا للتعليمات المعمول بها بهذا الشأن، مع الاشارة الى أنّ حصة كلّ باخرة تختلف عن الأخرى وفقا للخصائص التقنية لكل باخرة و قدرتها على توفير تقنيات أفضل في مجال الصيد، كما أشار مدير القطاع أيضا الى أنّ حملة الصيد المقررة بداية من 26 ماي ستتواصل الى غاية الفاتح من جويلية و هي الفترة المحددة أصلا من طرف المنظمة الدولية للتونة الحمراء. و لأنّ الظرف الحالي ليس عاديا مقارنة مع السنوات الفارطة، فقد استفاد جميع البحارة و المفتشين من عملية كشف مسبقة عن فيروس كورونا للتأكد من عدم اصابتهم كما خضع هؤلاء جميعا من حملة تحسيسية واسعة النطاق حول سبل الوقاية من الفيروس خاصة حينما يتعلق الأمر بالمشاركة فيي سفرية بأعالي البحار تدوم أكثر من شهر كامل، على أن يخضع هؤلاء عقب انهاء العملية في الفاتح من جويلية لعملية حجر مدتها 14 يوما ببيوتهم ضمن إجراء إحترازي لابد منه للوقاية من الوباء، و تندرج جملة هذه الاجراءات التحفظية الاستباقية ضمن المسار الوطني المتعلق بالوقاية من الوباء خاصة و أنّ الجهات المعنية كانت قد أبرمت اتفاقيات رسمية على أعلى مستوى تتيح للبحارة التوقف بالموانئ التونسية لفترات غير محددة الأمر الذي قد يكون سببا لنقل العدوى من أشخاص آخرين قد لا يكونون تونسيين أصلا. تجدر الاشارة الى أنّ عملية صيد التونة تتم عادة بأقفاص مخصصة لهذا الغرض ليتم عرض المنتوج على مزارع التسمين الكائنة بكل من تونس و ايطاليا بالنسبة للحوض المتوسطي و هي المزارع المعتمدة من طرف هذه الدول وفقا لجملة من القيود المفروضة من طرف المنظمة العالمية للتونة الحمراء و التي لا تزال تتحكم في جمع و توجيه هذا النوع من السمك، بحيث توجّه الحصة الوطنية لهذه المادة عادة للجارة تونس التي تتكفل بتسمينها قبل تسويقها، فيما تبقى قضية انشاء مزارع للتسمين بالجزائر حاليا مجرّد فكرة مطروحة منذ سنوات عدّة و لم تتجسّد على أرض الواقع بعد.
