ثمن رئيس الجمعية الوطنية للاقتصاديين الجزائريين شفير احمين، اللقاءات الدورية التي يقوم بها رئيس الجمهورية بالولاة والولاة المنتدبين، شرط أن لا تقتصر على الجماعات المحلية لتشمل كل القطاعات، مع ضرورة إشراك المجتمع المدني حسب ما صرح به أمس ل «الشعب». أكد الخبير احمين، ضرورة تنظيم اجتماعات مماثلة لتلك التي تنظم كل 6 أشهر، يجتمع خلالها الرئيس والحكومة بالجماعات المحلية، حول تنمية المناطق المعزولة والفقيرة (مناطق الظل)، والتي تندرج في إطار الحوكمة الجيدة، لكن لا بد أن تشمل وفق ما أكد كل القطاعات بدون استثناء، على أن لا تقتصر على الإدارة فقط، بل من الضروري أن يتم إشراك المجتمع المدني والأعيان، لأنهم مطلعون على احتياجات وظروف المناطق المتواجدين بها. وقال احمين لا يمكن الاعتماد على الإدارة لتنمية مناطق الظل، وإخراجها من الحالة التي هي فيها منذ سنين طوال، مشددا على ضرورة التوازن بين القرارات المركزية، وإعطاء نوع من الاستقلالية للجماعات المحلية. وأوضح المتحدث، أن القرارات المركزية مهمة، لأن لديها إحصائيات وأدوات التخطيط، والوسائل المادية والبشرية، لتنمية هذه المناطق، معتبرا إعطاء نوع من الاستقلالية للجماعات المحلية، لتحقيق توازن بين الأولى والثانية ضرورة. واستنادا إليه، لا يمكن الاعتماد على الإدارة المركزية لتحقيق التنمية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن بمناطق الظل، وذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيد أهمية الشراكة للمناطق فيما يتعلق بالقرارات والاختيارات، مهما كانت الوسائل التي يوفرها المركز. وبالرغم من أن الجماعات المحلية هي التي تعرف تماما احتياجات المناطق، الظروف التي تعيشها، منها الظروف المناخية على سبيل المثال، لا يمكن إقامة بنايات في الجنوب بمواد تستعمل في مناطق أخرى من الوطن، وإنما يمكن استخدام المواد الطبيعية الموجودة في هذه المناطق، مشيرا إلى «ربط الانتقال الطاقوي أحد ركائزه الاقتصاد في الطاقة، الذي توفره تقنية العزل، تكون البنايات دافئة في الشتاء وباردة في الصيف». كما ركز المتحدث على أهمية استقلالية المناطق وترك منطق الاتكالية والاعتماد الكلي على المركز، قال احمين إن على هذه المناطق أن تبحث عن موارد تمويل لمشاريعها، وتحتاج كذلك إلى مرافقة المجتمع المحلي والمدني. وأضاف أنه لا بد من حوكمة محلية، تجند الأطراف المذكورة في إقرار المشاريع، ومتابعتها ومراقبتها، حتى لا يتكرر ما عرفته العديد من المناطق في ماض غير بعيد، حيث أن المشاريع كانت على الورق، أو ربما توضع أسسها ويتم إهمالها، وتذهب الأموال التي صرفت فيها أدراج الرياح.