خصّصت بلدية بسكرة غلافا ماليا يقدّر ب 53 مليار سنتيم لإعادة الإعتبار وتهيئة محيط عاصمة الولاية، الذي شهد في السّنوات الأخيرة تدهورا كبيرا على سلامة السّاكنة وجعل من المدينة التي تتوسّع عمرانيا بسرعة لا تتلاءم مع الجهود المبذولة مما انعكس على صورتها السياحية والثقافية. المشاريع تضمّنت إعادة الإعتبار لشوارع المدينة وترميم وردم ما نتج من حفر خلال الأشغال المتعلقة بتجديد شبكات الصرف الصحي التي تترك على حالها بعد إنتهاء الأشغال ليستبد بها الإهمال المزمن، الذي كثيرا ما أثار حفيظة المواطن البسكري، وأصبح ينظر إلى مدينته وهي تتحول يوما بعد يوم إلى قرية كبيرة. يضاف إلى ذلك وضعية شوارع بعض الأحياء الشعبية التي يصعب الولوج إليها والخروج منها خاصة في فصل الأمطار وانزلاق التربة نتيجة سوء انجاز عمليات التبليط بالإسفلت، والتي تسببت في بعض الحوادث الخطيرة للسيارات والمارة. وقد شرع فعلا في تنفيذ بعض العمليات المبرمجة، وكلفت مؤسستان إحداهما من القطاع العام، بترميم وإزالة الحفر الناجمة عن تجديد قنوات الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب. ويلاحظ حسب تصريحات بعض المواطنين، أن هناك اختلاف واضح في جودة الترميم وترقيع الطرقات بين المؤسستين، الأمر الذي يتطلب تفعيل الرقابة التقنية والمتابعة المصاحبة لعمليات الإنجاز من طرف صاحب المشروع حتى لا تتكرر التجارب الماضية المتميزة بسوء الإنجاز، خاصة وأن هناك عمليات مهمة تتعلق بالتهيئة الحضرية على مستوى 14 حيا سكنيا بمختلف المناطق العمرانية للمدينة انطلقت بها الأشغال. عمليات التهيئة وإعادة الاعتبار شملت أيضا تأهيل عدد من النافورات العمومية، من خلال تهيئة وتجديد شبكات إيصال المياه وتصليح وصيانة المضخات المتوقفة في أغلبها، وكذا ترميم الأحواض في مرحلة أولى بنافورات جبل الضلعة وسط المدينة ومحوري دوران حي المسيد وساحة الثورة والمحور المقابل لثانوية حكيم سعدان البوابة الرئيسية لمدخل المدينة من الناحية الغربية. كما تتضمّن عمليات التهيئة في المرحلة الأولى، أحياء العالية ووسط المدينة والمنطقة العمرانية الغربية، يضاف إليها مشروع ضخم يشمل إعادة تأهيل ممرات الصديق بن يحيى بحي بن باديس. وتعتبر هذه الممرات رئة المدينة وفضاء لراحة المواطن، والتي عانت من الإهمال وعدم الصيانة طيلة 30 سنة تقريبا، وقد أنجز الشطر الأول من إعادة تجديدها، لكن المشروع متوقف حاليا لأسباب تبقى مجهولة، ولكن تثير أسئلة لا تتوقف لدى المواطن الذي ينتظر هذا الفضاء من أجل راحته.