تميّزت الحملة الانتخابية لتشريعات 12 جوان، بالخرجات الميدانية أو النشاط الجواري، التي تسمح بالاتصال المباشر مع المواطنين، لعرض البرنامج الانتخابي، وحثهم على التصويت أولا ولصالح الحزب الذي يقود الحملة ثانيا. بالنسبة لحزب الفجر الجديد، فإنّ البرنامج الانتخابي كما صرح طاهر بن بعبيش ل» الشعب «، مستوحى من البرنامج العام، وذلك تسهيلا لكل الذين يريدون معرفة اهتمامات الحزب، بالمشاكل التي تعانيها البلاد والاقتراحات التي يمكن تقديمها لمعالجة بعض الأوضاع المتعلقة بالحياة اليومية للمواطن، وكذلك بعض القضايا الكبرى والمتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتركيز على بعض القطاعات الحساسة، والتي تعتبر من انشغالات المواطن الجزائري بصفة مباشرة المتمثلة في التعليم ،الصحة والأمن. يتضمن البرنامج الانتخابي 23 نقطة، بدءا بتأسيس مجتمع متجانس يستند في مكوناته على الأبعاد الوطنية، ترقية حرية التعبير، وكذا وضع آليات قانونية لحماية وتطوير العمل الصحفي، احترام إرادة الشعب في اختياره من يمثله، إصلاح المنظومة الإدارية بالابتعاد عن كل الأساليب البيروقراطية و عصرنتها حتى تستطيع مواكبة التطورات الحاصلة في العالم، والتي أصبحت تعتمد على الرقمنة، تقييد الإدارة بالمهام النبيلة المنوطة بها وإبعادها عن المنافسة السياسية. حتى تستطيع تقديم الخدمات اللازمة للمواطن، مع تجسيد مبدأ الفصل بين السلطات. كما تضمن البرنامج العمل على إصدار قانون المجالس المحلية، و توسيع صلاحيات هذه المجالس، لأنه لا تنمية محلية دون إعطاء الصلاحيات اللازمة لها، مع تدعيم وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وجعلها العمود الفقري للاقتصاد الوطني. يولي البرنامج الانتخابي للحزب أولوية للشباب، حيث يقترح وضع آليات التكفل بالبطالة، وتطوير عملية تمكين الشباب من العمل. وتحصينهم من جشع بعض الخواص، حتى لا يتم استغلالهم، وتقديم الحماية الاجتماعية لهم..، ويطالب كذلك بإعادة النظر في القروض الممنوحة تحت عنوان تشغيل الشباب، فقد أثبتت العملية عن فشلها، وأصبحت وسيلة لنهب المال العام، وبحسب رؤية الحزب، يجب أن تتحول إلى مشاريع عائلية، وكذا تشجيع هذه الشريحة الهامة في المجتمع على الاهتمام بقطاع الفلاحة وتدعيمهم لإنشاء مستثمرات للتربية الحيوانية. والزراعية مع توفير التكوين في هذا المجال، وتشجيع التكوين في هذا المجال. كما يولي الحزب أهمية للفلاحة كقطاع استراتيجي للدولة وبالتالي يجب أن تكون له الأولوية في الاهتمام، لأن نجاح الفلاحة يعني ضمان توفير الغذاء للمواطنين وليس هناك أخطر على الدول والشعوب من نقص الغذاء، وعدم توفير الاحتياجات للمواطن عند الأزمات، ووضعها في منزلة الحفاظ على السيادة الوطنية ولذلك يجب تشجيع الاستثمار في الفلاحة بدعم من الدولة. من جانبه، رئيس التنسيقية الوطنية لحزب طلائع الحريات، أبرز بن ونان في تصريح ل»الشعب» بعض الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي التي يعرضها خلال الحملة الانتخابية، موضحا في البداية أن النائب له دور سياسي، ويدافع عن برامج الدولة، لكنه لا يملك حلولا سحرية لمشاكل معقدة في بعض الأحيان، وأهم النقاط المتضمنة في الحملة الانتخابية، الدفاع عن بناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية مستقلة عن بعضها البعض، على أن تعمل هذه الأخيرة كميزان بين السلطتين الأخيرتين. وفي الجانب الاقتصادي، يمتلك هذا الحزب نظرة لتطوير الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال الانفتاح على الاقتصاد العالمي، لأن العولمة السياسية والاقتصادية تقتضي – حسبه- اقتصاد خارج الحدود، أي يتعدى حدود السيادة الوطنية، لكن لا بد أن يأخذ في الحسبان الطبقة الهشة، وذلك من خلال تحسين القدرة الشرائية، وتثبيت الدخل الشهري للمواطن، عن طريق إنشاء أسواق خاصة، بالإضافة إلى دعم البطالين،والإنتاج الوطني.