يرى الخبير الاقتصادي والمختص في العلاقات الدولية والدبلوماسية، فريد بن يحيى، أن يكون أعضاء الحكومة القادمة «تكنوراطيين» وذوي كفاءة عالية، لرفع التحديات التي تفرضها المرحلة القادمة، التي تحتاج إلى «نهضة اقتصادية وليس إنعاش اقتصادي»، كما صرح به ل»الشعب». بعد تعيين أيمن بن عبد الرحمان الوزير السابق للمالية في منصب الوزير الأول وهو»تكنوقراطي»، لا بد أن يتبع بتعيين أعضاء لحكومته من التكنوقراطيين ذوي الكفاءة العالية جدا، لأن المرحلة الراهنة تتطلب ذلك، ويعتقد بن يحيى أنها الحل الوحيد، لأن الأحزاب السياسية الفائزة في التشريعيات بعد انسحاب «حمس» تعتبر متقاربة في التوجه السياسي وبالتالي لن تكون التشكيلة الحكومية «متوازنة « –حسبه- في ظل غياب المعارضة. قال بن يحيى إنّ الحكومة القادمة ينتظرها ملفات ثقيلة، جبهة اجتماعية تريد حلولا للمشاكل المتعلقة بالكهرباء، المياه وشبكة الانترنيت ..، ومشاكل اقتصادية وثقافية، ويعتقد أن الحكومة التكنوقراطية هي «الأصلح» في الوقت الحالي من الحكومة السياسية، خاصة وأن هذه الأخيرة «أثبتت فشلها في أدائها الحكومي في الحكومات السابقة لاستعادة ثقة الشعب في الدولة ومؤسساتها. وأضاف، في هذا الإطار، أنّ الجزائر تحتاج إلى «نهضة اقتصادية وليس إنعاش اقتصادي كما يقول البعض»، موضحا أن هذه النهضة لا بد أن تكون شاملة، وتخص كل القطاعات بدون استثناء، ليست الصناعة والفلاحة فقط التي يمكن أن تحقق مردودية اقتصادية وقيمة مضافة، لأن الثقافة كما السياحة وحتى الرياضة يمكن أن تدرّ مداخيل، تكون بديل للنفط، مستدلا بتجارب دول استطاعت أن تحقق موارد مالية هامة من خلال تنظيم سباقات رياضية «الفرمول 1 «أو دورات في رياضة «التنس» التي تعد رياضة «الرفاهية «وتستقطب متفرجين من فئة الأغنياء ورجال الأعمال وغيرهم. كما أكد بن يحيى ضرورة إنشاء أقطاب فلاحية وصناعية وسياحية لإحداث تنافس بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية، مع تسهيل الاستثمارات والاستفادة من الأنماط الخارجية، على غرار النموذج الماليزي، الذي يراه «مثالا جيدا» يمكن الاقتداء به، لأنه يتماشى والمصلحة الوطنية بعيدا عن شبح البيروقراطية.