أكّد سفير فلسطين في الجزائر، أمين مقبول، أنّ نشاط الدّبلوماسية الجزائرية يمتد إلى ما قبل الثّورة التّحريرية المجيدة، إذ لعبت دورا واضحا في أوروبا والعالم أجمع، استطاعت من خلاله إلى جانب الكفاح المسلح من تحقيق النصر ونيل الاستقلال بتضحياتها الجسام، مشيرا إلى أنّ الدّبلوماسية الجزائرية تبقى مواقفها ثابتة تجاه القضية الفلسطينية والقضايا التّحريرية، حيث خاضت ولا تزال معارك على جميع الأصعدة في مجتمع عربي صعب ودولي متصارع. قال السّفير أمين مقبول، إنّ الدّبلوماسية الجزائرية بعملها طوال السّنين الماضية كانت مثالا للدّبلوماسية العربية، حيث استطاعت أن تخترق الكثير من الحصون والمعاقل في علاقاتها الدبلوماسية مع القارة الإفريقية ومع الدول التّحريرية، إلى جانب الصين وروسيا، أين لعبت دورا كبيرا في دعم علاقتها الدبلوماسية والسياسية بدعم الثورة الفلسطينية المعاصرة، حيث احتضنت الدبلوماسية الجزائرية الشّعب الفلسطيني، وانطلاقته المسلّحة غرّة جانفي 1965، كما دعّمت الدبلوماسية الجزائرية القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، حيث كان لها دور فعال وكبير في إلقاء الخطاب التاريخي الشهير للرئيس الراحل ياسر عرفات في الأممالمتحدة يوم كانت الجزائر تترأّس الجمعية العامة. وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني في تصريح ل «الشعب»، أنّ مساعي الدبلوماسية الجزائرية في نصرة القضية الفلسطينية والقضايا التحررية لم تتوقف عند هذا الحد بل استمرّت وامتدّت في نفس الوقت إلى غاية إفريقيا، آسيا وأمريكة اللاتينية، أين كانت بمثابة محطة استقبال و»كعبة» إن صح التعبير، يزورها كل قادة التحرر في العالم، ومن ضمنهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي وقفت معه في الجامعة العربية يوم أعلن الرئيس الجزائري الراحل هوراي بومدين أنّ الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وأيضا عندما استضافت الجزائر وحدة الشّعب الفلسطيني خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الذي كان تاريخيا بإعلان استقلال دولة فلسطين من الجزائر. كما أوضح السّفير الفلسطيني، أنّ الجزائر وإلى حد اليوم تقود دبلوماسية صعبة ومعقّدة، ولكنها في نفس الوقت قادرة عليها في مجتمع عربي صعب ودولي متصارع، غير أنّ الجزائر وبفضل دبلوماسيتها المحنّكة تستطيع أن تتعامل مع جميع المعطيات في الساحة المحلية والعربية والدولية، مضيفا أنّ آخر موقف دبلوماسي شهير يعود للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم سارعت الأنظمة العربية إلى إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، حيث أعلن بوضوح وبصراحة وشجاعة، أن الجزائر لا تبارك ولا تشارك هذه الهرولة، وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائر وشعبها قضية مقدسة، وهو ما يؤكد أن للدبلوماسية الجزائرية مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية من خلال تخصيص لها حيز هام من جهدها ووقتها وللقضايا العادلة في العالم تجعلها في مصاف الدبلوماسيات الناجحة دوليا، تقع عليها حاليا مسؤولية كبيرة من خلال التحضير لعقد مؤتمر قمة عربية بالجزائر.