تعيش العائلات البومرداسية هذه الأيام حالة سوسبانس مزدوج أو لحظات ما قبل الفرحتين التي يتمناها الجميع من أولياء وتلاميذ اجتهدوا طيلة السنة الدراسية، ينتظرون بشغف وخوف ممزوج بالقلق تاريخ إعلان نتائج شهادة البكالوريا المنتظرة حسب الكثيرين أو مثلما روّجت له عدة مصادر غير رسمية غدا الأحد، وبالتالي تكتمل الأفراح مع مناسبة عيد الأضحى المبارك، وبين راغب في التأجيل خوفا من أخبار الشؤم على حد تعليق بعض العائلات. اختلطت المشاعر لدى الأولياء والتلاميذ الذين يعيشون منذ حوالي شهر على لوح متحرك غير مستقر، وصل لدى البعض ممن تحدثت اليهم «الشعب» إلى درجة تأجيل الكثير من الأمور والهوايات المحبوبة التي اعتادوا ممارستها خلال العطلة الصيفية كالرياضة، السباحة أو التجوال الكشفي السنوي، ليتفرّغوا إلى عد الساعات واللحظات عن تاريخ إعلان النتائج لتفريغ شحنة الضغط والتنفس أخيرا حتى وإن كانت النتيجة على عكس ما يتمنوها. فوبيا النتائج التي سكنت التلاميذ لم تمر دون أن تنتقل عدواها إلى الأولياء، الذين يعيشون هم كذلك نفس المشاعر الدفينة والآمال المتعلقة بمستقبل أبنائهم دون البوح بها أمامهم، وهي التعليقات التي رصدتها «الشعب» لدى بعض العائلات التي تداخلت لديها الأحاسيس، بين التحضير لاستقبال عيد الأضحى المبارك وتقاسم فرحته مع العائلة الكبيرة والجيران، وبين تقديم تاريخ نتائج شهادة البكالوريا المنتظرة عشية المناسبة، وبالتالي لا تدري إن كانت تريد جمع الفرحتين في حالة النجاح أو انعكاس ذلك على نفسية جميع أفراد العائلة في حالة الخيبة وعدم النجاح. عن هذه الحالة تعلق إحدى السيدات وهي بصدد البحث عن خبر أو كل ما يشير وما ينشر من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص تاريخ النتائج، «إننا نعيش حالة سوسبانس حقيقي، لقد كثرت الإشاعة والأخبار حول تاريخ الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا، خاصة وأني معنية بمصير ابني الذي اجتاز الامتحان شعبة علوم، ونظرا لتزامن التاريخ مع العيد، نتمنى صراحة أن يتم تأخير الإعلان إلى ما وراء المناسبة رغم أننا كلنا متفائلين بالنجاح». هي حالة نفسية تتقاسمها الكثير من العائلات، إن لم نقل أن نفس التفكير يهيمن على حديث الجميع هذه الأيام، حيث أخذ موعد الإعلان عن نتائج البكالوريا وأسعار كباش العيد وملابس الأطفال، حصة الأسد من تعليقات المواطنين والأولياء، نظرا لارتباط النتائج بمواعد سنوية هامة كقضاء العطلة والاصطياف بالمناطق الساحلية، وهي الظروف التي كبحت حركة التنقلات الداخلية ومنها مدن بومرداس المنتظر ان تستقبل أعداد كبيرة من المصطافين مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك.