شهدت بيوت آلاف الأسر عقب الإعلان عن نتائج امتحان شهادة البكالوريا،احتفالات عارمة أدخلت الفرحة في قلوبهم بعدما نال الحزن منهم، حيث عبرت العائلات عن فرحتها بأشكال مختلفة، منها من أطلقت الزغاريد وخرجت للاحتفال باستعمال أبواق السيارات، بينما فضلت أخرى توزيع المشروبات على الجيران والأقارب والأصدقاء. تحمل بكالوريا دورة جوان 2021 رمزية خاصة، بالنظر إلى الظرف الإستثنائي الذي درس فيه التلاميذ للسنة الثانية على التوالي، حيث أنه ورغم تخفيض معدل النجاح إلى 9,50 من 20، إلا أن هذا لم يمنع الناجحين من الاحتفال والخروج إلى الشارع، تعبيرا عن فرحتهم بالنجاح، حيث ظلت المفرقعات تزين سماء الجزائريين الذين دخلوا في حزن عميق بعد ارتفاع الإصابات بالوباء وفقدان الأحباب الذي ترك أثرا كبيرا في نفوسهم. وإن كان معدل النجاح الذي أعلنته وزارة التربية الوطنية فجائيا وغير متوقع، إلا أن المتفق عليه أن التلاميذ اجتازوا امتحان عسيرا في ظروف صعبة، تميزت بالدراسة وفق مخططات استثنائية قلصت الحجم الساعي وجعلت الأساتذة في سباق مع الزمن لتقديم أهم المعلومات الأساسية التي تسمح باجتياز امتحان مصيري كهذا. الإحتفال انطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت الأفراح وعلى غير العادة، من مواقع التواصل الإجتماعي دقائق قبل الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا في حدود 00: 16 عصرا، حيث بدأت التهاني تتهاطل على الناجحين وعائلاتهم التي عاشت أوقات صعبة من الإنتظار، لتبدأ بعدها الإحتفالات من أمام الثانويات، أمهات يزغردن وعناق حار للأبناء الناجحين، الذين بدورهم دخلوا في حالة من الفرحة والبكاء في آنٍ واحد، لتنطلق بعدها الأفراح في جل الشوارع احتفالا بالنجاح في الشهادة. وبينما كانت العائلات تحتفل أمام أبواب الثانويات، لجأت أخرى إلى الإحتفال بتوزيع الحلويات والمشروبات على الأهل والأقارب والأحباب، في حين سارع الناجحون إلى استعمال أبواق السيارات احتفالا بالخبر السعيد، وباجتياز هذا الإمتحان الذي جاء في ظروف صعبة. فرحة بطعم الحزن للناجحين «ضحايا كورونا» احتفل الناجحون كل حسب طريقته، لكن الفرحة الكبرى عند التلاميذ «ضحايا كورونا» الذي فقدوا عائلاتهم وأقاربهم جراء الوباء اللعين، حيث تحدثت «الشعب» مع التلميذ ناجي رزقي، شعبة آداب وفلسفة، الذي فقد والدته بوباء كورونا أشهرا قليلة قبل اجتياز الشهادة، فقرر زملاؤه أن يكونوا إلى جانبه في هذه المناسبة السعيدة، الدموع لم تفارقه بعد سماع خبر نجاحه ليصرخ عاليا ويقول «أين أنت يا أمي جبت «الباك» وأنت غير موجودة»، عبارة جعلت فرحة النجاح تمتزج بأحزان الكورونا. وفضلت والدة مريم من بلدية الدار البيضاء، شرق العاصمة، الحائزة على شهادة البكالوريا علوم تجريبية بمعدل 20/14، مرافقة صديقتها التي تعثرت في الحصول على الشهادة ،بعد فقدان أخيها الأكبر جراء فيروس كورونا، هذه الصدمة التي تركت فيها أثرا نفسيا كبيرا حال دون قدرتها على المراجعة وإكمال المشوار، إلى غاية موعد الإمتحان. بدوره قال أب الناجح «ياسين.م» المتحصل على معدل 20/12 شعبة علوم تجريبية، إن نجاح ابنه في نيل شهادة البكالوريا وللمرة الأولى، أدخل البهجة والفرحة إلى قلوبهم، خاصة وأن الامتحان جاء في ظروف صعبة للغاية بالنسبة للتلاميذ وللعائلات التي عانت جراء الفيروس الذي أفقدها أحبابها وأقرباءها. معدل النجاح يحدث جدلا أثار قرار تخفيض معدل النجاح في شهادة البكالوريا دورة جوان 2021 إلى معدل عام يساوي أو يفوق 9,5 / 20 جدلا واسعا بين معارض، على اعتبار أنه مساس بقيمة الشهادة، ومؤيد لأن امتحانات هذه السنة جاءت في ظرف استثنائي بسبب الجائحة التي فرضت مخططات استثنائية لضمان استمرار الموسم الدراسي. قال عدد من الأساتذة، الذين تحدثت إليهم «الشعب»، إن نسبة النجاح كانت متوقعة. وبحسبهم، فإن غير المتوقع هو تخفيض معدل النجاح إلى 9 / 20، إلا أنهم اتفقوا في النهاية أنهم لم يدرسوا بشكل عادي، وتخفيض المعدل هو تقدير للوضع الصعب الذي درس فيه تلاميذ مرحلة نهاية التعليم الثانوي. بدورها أبدت نقابات التربية، عبر صفحاتها الرسمية، استغرابها لقرار الوزارة بتخفيض معدل النجاح إلى 9,5 / 20، إلا أنها هنأت في النهاية الجميع مهما كانت معدلاتهم، بما أن الموسم الدراسي كان استثنائيا على جميع الأصعدة، آملة في تحقيق النجاح والتفوق في الجامعة. بالأرقام نسبة النجاح حسب الشُّعَب: - العلوم التجريبية: 60 بالمائة. - الرياضيات: 84.10 بالمائة. - تقني رياضي: 67.3 بالمائة. - تسيير واقتصاد: 51.10 بالمائة. - اللغات الأجنبية: 74.7 بالمائة. - آداب وفلسفة: 58.2 بالمائة.