تشهد مدن ولاية البليدة وأماكنها الحضري خلال الأيام الأخيرة تراخيا ملحوظا في التقيد بإجراءات الوقاية من وباء كورونا بعد الانخفاض في عدد الإصابات الذي وصل إلى أرقام دنيا قريبة من الصفر، غير أن ذلك لا يبرر انخفاض اليقظة في نظر المختصين. خلال تجولنا في بعض مدن الولاية الرئيسية مثل البليدة وبوفاريك والأربعاء، سجلنا بأن الأغلبية العامة للمواطنين لا يرتدون الواقيات، وذلك في جميع الأماكن العامة تقريبًا، وخاصة الأسواق، وكذا في حافلات النقل التي تنقل المسافرين في مناطق مختلفة من الولاية. ولفت انتباهنا في بعض الخطوط الذي تعاني من مشكل النقل مثل الرابط بين المدينة الجديدة بوعينان وبوفاريك، بأن الحافلات مزدحمة بالناس، ولا توجد إجراءات عازلة، ولا تباعد اجتماعي يضمن الحماية لهم، وهو يطرح تساؤلات بخصوص الرقابة التي وجب أن تفرضها مديرية النقل لوضع حد لتهاون الناقلين. وحول هذا التراخي صرح لنا طبيب يزاول مهامه في المؤسسة الاستشفائية « فرانتز فانون « وأكد نقص السيطرة على الوضع الوبائي من قبل المسؤولين، وأوعز بالقول: « لا يمكن أن نكلف شخص ما لأجل فرض النظام في الأماكن العامة أو في الحافلات، سواء لإلزامية ارتداء الكمامات أو التباعد الاجتماعي، من المفروض تحدثنا في الأمر بما فيه الكفاية بل علينا احترام الإشارات الموضوعة لأجل ذلك». وقال محدثنا بأن نسبة الأشخاص الملقحين في إقليم ولاية البليدة تبقى تراوح 255 ألف منذ إطلاق حملة التلقيح في شهر جانفي الماضي، وهي نسبة قليلة من الفئة المستهدفة للتلقيح، حيث ينبغي الوصول إلى 60 ألف شخص ملقح، أي تلقيح نسبة 70 بالمائة لتحقيق مناعة جماعية تسمح بالعودة إلى الحياة العادية. وبعد حدوث الموجة الثالثة التي سجلت وفيات كثيرة بالفيروس المتحور « دالتا» وأضرت كثيرا بفئة الشباب، هبّ الكثيرون في البليدة إلى مراكز التلقيح خوفا على حياتهم، لكن تراجعهم في الأيام الأخيرة بعد انخفاض عدد الإصابات يؤكد عدم اقتناعهم بضرورة التلقيح رغم الحملات الذي تم تنظيمها لأجل إنجاحه. ويُحذر المختصون في ولاية البليدة من الموجة الرابعة للوباء ومن الفيروس المتحور «مو» الذي بدأ في الانتشار في العالم، لذا يتعين على المواطنين أخذ اللقاح الذي أصبح متاحا للجميع والتقيد بإجراءات الوقاية بارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي وتفادي التجمعات في الأماكن العمومية.
