يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي، أنه رغم امتلاك الجزائر عقود استثمار موقّعة مع النظام الليبي السابق لا سيما فيما يخص استكشاف البترول ومؤخرا عقد سونلغاز، إلا أن ذلك ليس كافيا بالنظر للجهد الذي بذلته الجزائر خصوصا في تأمين الحدود ودعم محور طرابلس، مشيرا إلى أن الجزائر تملك عدة خيارات في إطار إعادة إعمار ليبيا ،أولها كان إعادة فتح السفارة الجزائرية في طرابلس وإعادة الحركة الجوية. قال الدكتور مبروك كاهي، إن الجزائر تملك ورقة حقيقية ذلك أن كل عقود الإعمار التي وقّعت في زمن حكومة الوحدة الليبية السابقة يمكن اعتبارها عقودا لاغية أو متوقفة على مدى موافقة السلطة التي سوف ينتخبها الليبيون نهاية العام على اعتبارها السلطة الشرعية والتي تمثل الليبيين، أما الحالية فمهمتها إدارة الأزمة وتهيئة الظروف للانتخابات وليس عقد عقود إعادة الإعمار. وأضاف أستاذ العلوم السياسية في اتصال مع "الشعب"، أن على الجزائر أن تساهم بشكل فعلي وحقيقي في إعادة إعمار ليبيا من خلال تفعيل فتح البوابتين الحدوديتين للخطوط التجارية، وأيضا دفع الشباب الجزائري المقاول ومرافقته في إعادة إعمار ليبيا ولا يبقى الأمر مقتصرا على الشركات الكبرى في صورة سوناطراك وسونلغاز، كما لا بد أيضا من إنشاء مؤسسات مالية مشتركة جزائرية ليبية لتسهيل حركة تنقل رؤوس الأموال.وفي السياق، قال الأستاذ كاهي، إن إعادة فتح السفارة قد تدخل ضمن استراتيجيات إعادة التمركز، على اعتبار أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد أكثر من مرة أن طرابلس خط أحمر، فضلا عن أن الصراع انتقل من المعارك إلى عقود الإعمار، وفتح السفارة سيكون خطوة أساسية لتعزيز حضور الجزائر. وأوضح، أنّ ما قامت بع بعض الدول في الفترة الأخيرة من خلال إبرام اتفاقيات مع الحكومة الليبية المؤقتة في إطار إعادة إعمار ليبيا، يؤكد أن الجميع يفكر في مصلحته قبل مصلحة الليبيين عكس الجزائر التي تفكر حقيقة في مصلحة الأشقاء الليبيين، لكن لا يجب أن تهمل في نفس الوقت مصالحها من خلال ترك الفرصة للشباب الجزائري المقاول للمساهمة في عقود الإعمار الصغيرة وغير المكلفة، خاصة وأن الليبيين يفضلون الجانب الجزائري أكثر، وهذا لما وجدوه من ثقة، والجزائر ستكون في مستوى هذه الثقة.
