أكد المشاركون في الملتقى الدولي بعنوان «ستينية المنظومة الإعلامية في الجزائر 1962-2022، السياسات، التشريعات، الممارسات والتحديات»، أن بناء منظومة إعلامية مرتبط ببناء مشروع الدولة في كل بلدان المعمورة، لاسيما وأن المؤسسات الإعلامية أصبحت اليوم أدوات أساسية في استراتيجيات الدبلوماسية العامة للدول، وهي استراتيجيات متعددة المنطلقات والأبعاد والأهداف. سجل الباحثون والمهنيون المشاركون في الملتقى، الذي احتضنته جامعة الجزائر-3، بالتنسيق مع مجلة الإتصال لكلية علوم الإعلام والاتصال، على مدار يومين، أن منظومة الإعلام تعيش أحد أعقد أزماتها منذ الاستقلال؛ أزمة معقدة ومتعددة الأبعاد تحتم التفكير في بناء سياسة إعلامية جديدة وبناء منظومة إعلامية تواجه التحديات الحالية والمستقبلية. وخلص المشاركون في النقاش إلى مجموعة من التوصيات، على رأسها التفكير في بناء منظومة إعلامية جديدة، تتوافق مع منطق العصر والتطور الكبير للوسائط الجديدة للإعلام، فالمنظومة الحالية متأزمة على كل الأصعدة، وهي غير قادرة على مواكبة التحول الرقمي والتحولات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية، وتغيير المنظومة التشريعية بما يضمن الحق في الحصول على المعلومات، وتحسين الأداء المهني لإعادة بناء مصداقية وسائل الإعلام الجزائرية لدى جمهورها، استصدار قانون خاص بالحق في الوصول إلى مصادر المعلومات، بما يضمن الحق الدستوري للمواطن في الإعلام وضمان آليات تطبيق. كما تمت الدعوة إلى تطوير سياسة الدعم الإعلامي وربطها بالنجاعة المهنية والاقتصادية، بغرض بناء مؤسسات تضمن التعددية الإعلامية وتضع احترام قواعد المهنة وأخلاقياتها في مركز اهتماماتها، مع التزام المؤسسات الإعلامية باستثمار جزء من الدعم العمومي في التكوين المستمر للصحفيات والصحفيين،وكذا إلتزام المؤسسات الإعلامية بتطوير استراتيجيات مناجيريالية للمؤسسات الإعلامية مقابل حصولها على أي شكل من أشكال الدعم العمومي، صياغة استراتيجية وطنية للتحول الرقمي في مجال الإعلام، وذلك بتغيير البيئة الرقمية وتطوير الهياكل التكنولوجية التي تبقى عاجزة عن ضمان حضور المحتويات الرقمية الجزائرية على الشبكة كيفاً وكمًّا.