قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير طاهر السني، إن «قوى دولية بعينها تقف وراء تعطيل إجراء الانتخابات في بلاده»، دون أن يحددها، وذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك حول آخر مستجدات الأزمة الليبية. قال السفير الليبي في كلمته خلال الجلسة «يعاني اقتصاد ليبيا حاليا من تداعيات التدخل الدولي وعدم التوصل إلى حلول سياسية شاملة..ومحاولات وضع حلول تلفيقية وغير واقعية» للأزمة السياسية. وأضاف إن «الحل يكمن ببساطة في دعم إرادة الليبيين في قيام دولة مستقرة وفي دستور يحدد نظامها السياسي والاقتصادي وإدارة موارد البلاد وتوزيعها بما يحافظ على هيبة الدولة وسيادتها». وتابع: «رغم علمنا بأن هناك قوي دولية بعينها (لم يحددها) تخشى فكرة إجراء الانتخابات في ليبيا بسبب عدم ضمان نتائجها، مما لا يخدم مصالحها الضيقة». وأعرب السفر الليبي عن أسفه لأن «اهتمام المجتمع الدولي ببلادي ينصب فقط على 3 ملفات: أولها استمرار تدفق النفط، ومنع الهجرة لأوروبا، ومكافحة الإرهاب، وغير ذلك مما يحدث في ليبيا لا يهم..هذا شيء مؤسف للغاية». لا حلّ دون وقف التدخّل الخارجي زاد «الحل للأزمة في ليبيا لن يأتي إلا من خلال وقف التدخل الخارجي في شؤوننا من قبل عدة دول، وأجراء انتخابات حرة ونزيهة تشمل الجميع دون إقصاء وتضمن الحد الأدني من التوافق الوطني». في الأثناء، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإفريقية «مارثا أما أكيا بوبي»، في مجلس الأمن أن إجراء الانتخابات في ليبيا هو الطريق الوحيد لحل الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا. وقال المسؤولة الأممية في كلمتها لأعضاء المجلس، إن «إجراء الانتخابات في أقرب الآجال في ليبيا الحل الوحيد للأزمة». وأضافت أن «الوضع يتسم بالتقلب الشديد في ليبيا، حيث يظل الانسداد السياسي والدستوري قائما من جراء عدد من الصدامات في طرابلس وما حولها، ونتيجة أيضا للأوضاع الاقتصادية المزرية المتفاقمة بفعل تسييس مؤسسة النفط الوطنية». ولفتت إلى أن «الليبيين قطعوا شوطا كبيرا في وضع الخطوات والجداول الزمنية والاتفاق على دستور وشكل وصلاحيات مجلس النواب ومجلس الوزراء». واستدركت: «لكن بقيت نقطة وحيدة وهي الخلافات بشأن المتطلبات الأهلية للترشح لمنصب رئيس البلاد..وتعمل مستشارة الأمين العام الخاصة بليبيا (ستيفاني ويليامز) مع الأطراف من أجل تجاوز نقطة الخلاف هذه». وأكدت المسؤولة الأممية أن «الحل المستدام الوحيد الذي يمكن أن يضع ليبيا على طريق الاستقرار هو إجراء الانتخابات في أقرب الآجال الممكنة». وزادت: «نحن ندعوكم مجددا (أعضاء مجلس الأمن) كما ندعو جميع شركاء ليبيا إلى ممارسة نفوذهم للتوصل إلى اتفاق نهائي من شأنه أن يفسح المجال لإجراء هذه الانتخابات». تقارب عسكري من ناحية ثانية، تستمر وتيرة التقاربات بين معسكر الشرق والغرب في ليبيا بالتصاعد تدريجياً فضلاً عن أعضاء اللجنة العسكرية، من المنطقة الشرقية إلى طرابلس؛ الزيارة التي اعتبرت الأولى من نوعها، والتي فتحت العنان لزيارات وتقاربات أكبر بكثير. وعقب اختتام اللجنة العسكرية لاجتماعاتها في العاصمة طرابلس، أعلنت رئاسة قوات حفتر، الإثنين، عزمها التحضير لاجتماع تقابلي في بنغازي مع رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الفريق أول محمد الحداد، وأعضاء اللجنة العسكرية (5+5) وعدد من القيادات العسكرية بالمنطقة الغربية.