الخبراء يبرزون أهمية اللقاء التشاوري للقادة الثلاثة    وزير العدل يدشن مقر مجلس القضاء الجديد بتبسة    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الإشارة العمومية يعطي إشارة الانطلاق: الشروع في توسعة ميناء عنابة و رصيف لتصدير الفوسفات    فيما وضع حجز الأساس لإنجاز أخرى: وزير الطاقة يدشن مشاريع ببسكرة    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    جامايكا تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    المستشفى الجامعي بقسنطينة: الشروع في تركيب مسرع نووي جديد لعلاج مرضى السرطان    شملت الإنارة والتهيئة وإصلاح الطرق    البروفيسور نصر الدين لعياضي يؤكد من جامعة صالح بوبنيدر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    غزّة تحت القصف دائماً    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    هوية رقمية للجزائريين    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    الفريق أول السعيد شنقريحة من الناحية العسكرية الثالثة    الاستخدام العشوائي للنباتات الطبية.. عواقب وخيمة    لعقاب ينهي مهام مديرين    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    اختتام ملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    قسنطينة: السيد عون يدشن مصنعا لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    وهران: إيفاد لجنة من وزارة التربية الوطنية للنظر في أسباب سقوط سقف لقسم بمدرسة ابتدائية    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الجامعة العربية تجتمع لبحث تداعيات استمرار جرائم الاحتلال    تقرير دولي يفضح ادعاءات الكيان الصهيوني حول "الأونروا"    وزارة الشؤون الخارجية توضح    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    محطة تضمن 50 رحلة طويلة يوميا ومؤسسة حضرية هامة    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    لا مفر من الرحيل عن ليل: بعد إهانة ليل.. صديق آدم وناس يكشف "المؤامرة "الفرنسية    العماني: مواقف الجزائر مشرفة في المحافل الدولية    الحاجة الاقتصادية والاجتماعية لضبط عروض التكوين في الدكتوراه    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    90 بالمائة من الأبناء يفشلون لعدم الاهتمام بمواهبهم    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    دعم الإبداع والابتكار في بيئة ريادة الأعمال    قصف ومجازر وسط القطاع واقتحامات للمسجد الأقصى    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    معالجة 245 قضية إجرامية    سقوط عامل من الطابق السادس لعمارة    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوليخة فروخي: أظهر كفاءة في المسؤوليات المسندة له
نشر في الشعب يوم 11 - 11 - 2022

تروي ابنة السّفير الشهيد مصطفى فروخي، السيدة زوليخة، الناجية الوحيدة من أفراد العائلة، أنّ والدها كان من المناضلين النشطاء في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وحزب الشعب الجزائري، وخدم البلاد إبان الثورة بإخلاص.
تقول في حديث ل «الشعب»: «هذا العام سنحتفي ببلوغه 100 سنة، وقد صادف ستينية استرجاع السيادة الوطنية..والدي بدأ نضاله في سن مبكرة مع الشهيد محمد بوراس، مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية، وتحمّس في نضاله بعد استشهاد بوراس عام 1941».
وتضيف: «لا أتذكّر شيئا عن والدي إلا من خلال الصور، لأنه حين غادر مسقط رأسه بمليانة، كان عمري ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت لم أره. لتخليد ذكراه أنجزت شريطا مرسوما موجّها للأطفال، وكتابا آخر بالفرنسية استنادا إلى وثائق وصور تحصّلت عليها من اكس بروفانس، ومن أصدقائه».
الشّهيد مصطفى فروخي، كان له دور كبير في التعريف بالقضية الوطنية، فنظرا للخبرة والكفاءة اللّتين اكتسبهما كمنتخب في المجلس الجزائري، وممثلا لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في المؤتمرات الدولية بالخارج، جعل الحكومة المؤقتة في 1958 تكلّفه بمهام دبلوماسية تخدم الثورة، قصد الحصول على المساعدات المادية والمعنوية، وفضح جرائم الاستعمار الفرنسي، لتكون آخر مهمة له عام 1960 بعد تعيينه مبعوثا للحكومة المؤقتة بالصين الشعبية.
ولد فروخي بحي العناصر بمدينة مليانة، في 15 ديسمبر 1922، تربّى وسط أسرة عريقة محافظة، حرص والده على تنشئته على حب العلم، فأدخله المدرسة القرآنية لتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
التحق بالمدرسة الابتدائية Moubourguet، حاليا مدرسة العربي التبسي، عند بلوغه سن السادسة من عمره، انتقل إلى المدرسة الابتدائية العليا الخاصة بالأوروبيين في 1936، درس فيها أربع سنوات.
بعد نجاحه، التحق بالمدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة أين حصل على الإجازة، وكانت هذه المدرسة فرنسية تعمل على تكوين أشخاص يشاركون فرنسا سياستها الاستعمارية. درس في ثانوية بيجو، الأمير عبد القادر حاليا، ونال شهادة البكالوريا التي سمحت له بمواصلة الدراسة الجامعية في العلوم القانونية والشريعة الإسلامية.
انضمّ إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية في فوج ابن خلدون بمليانة الذي أسس من طرف صادق الفول ومحمد بوراس، وهو أول فوج شكل بعد الاحتفالات المئوية لاحتلال الجزائر في 1930.
تشبع من الكشافة بالأفكار الوطنية والروح الثورية التي زادت في بناء شخصيته وحبه وإخلاصه لوطنه، عرف الشهيد، من خلال شهادات من عايشوه، بتديّنه وأخلاقه العالية، وذكائه وثقافته الواسعة، وصفة الكرم التي اكتسبها بالوراثة من عائلته وأجداده..ربطته علاقات طيبة مع أصدقائه وزملائه من الحزب، الذي لم يتوان يوما عن تقديم المساعدة لهم كلما لجأوا إليه.

نشاط بارز في الحركة الوطنية
كان فروخي ممّن يهتمون بتطورات الأحداث في الجزائر، ويتابعون الشؤون السياسية العامة، برزت مواهبه وقدراته كطالب بالمدرسة الثعالبية خاصة وأن الطلبة بالمدرسة كانوا على علاقة وثيقة بالمناضل حسين عسلة الذي أشرف على توجيههم السياسي بأمر من حزب الشعب الجزائري، فانضم إليه في 1942 وأعجب ببرنامجه، إضافة إلى تأثّره بابن مدينته، محمد بوراس، الذي يعتبر رمزا من رموز الوطنية، ومؤسّس الكشافة الإسلامية الجزائرية، تقول السيدة فروخي، وتضيف أن الشهيد مصطفى كلف في تلك الفترة بمهام عديدة، وهو ما يزال طالبا بالثانوية؛ لأن الحزب كان بحاجة إلى مناضلين مثقفين لتحرير المناشير والمقالات باللغة العربية والفرنسية، وهو كان مزدوج اللغة.
عاصر الشّهيد التطورات التي عرفتها الساحة السياسية قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، فتطور وعيه وأصبح في سن يسمح له بالفهم الواسع لمجريات الأحداث، وتفاصيل الصراع الدائر على المستويين الوطني والدولي فيما يتعلق بمسار القضية الوطنية.
أظهر تأثّره من خلال خطبه في الاجتماعات والتجمعات الشعبية، وبالأخص داخل المجلس الجزائري، بحديثه، كلما سنحت الفرصة، عن مجازر 8 ماي 1945، حيث أيقن أنه لا أمل في التخلص من فرنسا المحتلة ووعودها إلا بالقوة المسلحة والعمل العسكري.
انتخب في 1948 نائبا بالمجلس الجزائري، بعد تحقيق نجاح كبير بحصوله على 11.425 صوت من أصل 19.471 ناخب بمنطقة مليانة، واعتبرت الحركة الوطنية هذا المجلس منبرا للتعريف بالقضية الوطنية والدفاع عن حقوق الجزائريين.
اشترك إلى جانب زملائه من حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، في إثارة القضايا الوطنية، بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهوها كالاعتقال والطرد، والاستهزاء من النواب الفرنسيين، الذين اعتادوا سماع مداخلات تتميز بالخضوع واللطف من النواب الموالين للإدارة الفرنسية. لم يتقبّلوا اللهجة التي يستعملها نواب حركة انتصار الحريات الديمقراطية.
وخلال فترة تواجده بالمجلس الجزائري من 1948 إلى 1954، تطرّق إلى قضايا عديدة تخص الجزائريين، منها قضية تزوير الانتخابات الخاصة بالقسم الثاني، والسياسة غير الديمقراطية التي تنتهجها الإدارة الفرنسية في اختيارها للمرشحين، من تزوير، وترهيب وضغط واعتقالات.
وخاض فروخي في الدفاع عن مناطق الجنوب، والتنديد بالطريقة التي تسير بها هذه المناطق، من خلال المشاركة في مناقشة الميزانية، وتعداد الأموال الضخمة التي تصرف لصالح المعمرين، التنديد بالأعمال القمعية والتعسفية التي تقوم بها الشرطة الفرنسية من اقتحام المنازل، التعذيب الجسدي، الأوضاع المزرية للمعتقلين السياسيين داخل السجون، المطالبة بتطبيق الضمان الاجتماعي للفلاحين الجزائريين، وتحسين الحياة الاجتماعية والصحية للجزائريين، الدفاع عن القضايا الدينية منها فصل الدين الإسلامي عن الدولة، وحق المسلمين في إدارة ممتلكاتهم (الأوقاف، المساجد، الحج..)، التنديد بالأعمال التعسفية ضد جرائد الحركة الوطنية الجزائرية والمصادرة الدائمة لها.
كان فروخي ضمن اللجنة الإنشائية التي تولت تأسيس الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها في جويلية 1951، والتي ضمت مختلف الأحزاب السياسية، انضم في 1952 إلى اللجنة المركزية ثم أصبح عضوا بالمكتب السياسي للحزب في 1953.
أسندت إليه مهام ومسؤوليات عديدة، منها العلاقات مع الشخصيات والتنظيمات السياسية والثقافية، العلاقات مع السلطات الإدارية، تكليفه ببعض القضايا الخارجية.
انتقل إلى فرنسا برفقة شوقي مصطفاي والعربي دماغ العتروس في 1949، لحل مشكل الانقسام الذي حدث داخل الحزب، أو ما يسمى الأزمة البربرية، لإعادة هيكلة فروعه في مختلف المناطق وحث الجزائريين للانضمام إليه، والعمل على تنشيط الاتصالات بين مقر فدرالية الحزب والفروع الأخرى في باقي المناطق الفرنسية.
مثّل الحزب في الاجتماعات والمؤتمرات مثل مؤتمر السلام لجذب الرأي العام العالمي للقضية الوطنية، وفي 1953 توجه إلى السفارة السوفياتية بباريس، رفقة أعضاء لجنة الوحدة والعمل لشمال إفريقيا، كممثل عن حزب الشعب الجزائري-حركة الانتصار للحريات الديمقراطية لتقديم التعازي باسم شعب شمال إفريقيا إثر وفاة الماريشال ستالين.
صحيفة «صوت الجزائر»
تولّى فروخي كتابة الخطب وتحرير المقالات لصحافة الحزب، وإلقاء المحاضرات وعقد اللقاءات مع المناضلين لحل القضايا الداخلية الطارئة، نظرا لتمتّعه بالكفاءة والثقافة الواسعة والفطرة الدبلوماسية.
أنشأ الشهيد صحيفة «صوت الجزائر» في 1953 لاطلاع الجماهير الجزائرية بالداخل والخارج على الأوضاع ونشاطات الحركة، وبقيت الصحيفة تنشط مدة ستة أشهر إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية، فصودرت من طرف إدارة الاحتلال، واعتقل محرروها، وعلى رأسهم مصطفى فروخي، في 22 ديسمبر 1954.
دامت مدة سجنه ببربروس ستة أشهر، وأطلق سراحه في 1955، شرط البقاء تحت الإقامة الجبرية بمليانة مع المراقبة الدائمة لنشاطه، وتنقلاته من طرف المصالح الاستخباراتية الفرنسية، لكنه التحق بالثورة في 1956، ما جعله متابعا من طرف الشرطة الفرنسية التي أصدرت بلاغا بالقبض عليه.
تلقّى تهديدا من منظمة اليد الحمراء الإرهابية، مفاده: «تأمل الأرض الجزائرية جيدا فإنك لن تراها بعد»، ما دفعه للعيش في سرية تامة إلى أن تمكن من السفر خارج الوطن متنكرا في ثياب عامل ميناء، بعد تظاهره بحمل حقيبة أحد المسافرين، واستطاع صعود الباخرة والاختباء بها إلى غاية مرسيليا.
انضمّ إلى فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وعمل في ميدان التوعية، التعبئة وإنشاء شبكات الرصد والاستطلاع، أمرته الحكومة المؤقتة للالتحاق بمكاتب الحكومة المؤقتة بتونس، فتسلل من فرنسا إلى إيطاليا متنكّرا بزي راهب ليلتحق بعدها بتونس.
عيّن بمصالح وزارة الداخلية بقيادة لخضر بن طوبال، كانت مهمته التنسيق بين المصالح الإدارية الخاصة بالوزارة، وهي المصالح المالية، الصحية، الشؤون الاجتماعية، الرياضية، والثقافية، وأظهر مقدرة فائقة في التسيير الإداري.
عُيّن مسؤولا سياسيا يتولى مهمة الجانب الدبلوماسي، ومن الأمور التي لا يعرفها البعض - تقول ابنته زوليخة - هو مساهمته خلال مرافقته لفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم إلى بعض البلدان العربية والآسيوية، في الحفاظ على وحدة اللاعبين بخبرته وثقافته، وتذكيرهم الدائم بالمهمة التي جاؤوا من أجلها، ومن بين التعليمات، تفادي العنف في اللعب لترك صورة حسنة تبين الأخلاق العالية للفريق، تحفيزهم وتحسيسهم بالمسؤولية الملقاة عليهم، كان يقول لهم: «إن الاحتراف في اللعب يكسب الخبرة، المال والشهرة وبالتالي التعريف بالثورة الجزائرية، وأن الاحترافية في اللعب تجعل المشاهدين يعجبون بالفريق».
ويضيف: «بانتصاركم في الميدان سيدرك العالم أن المستوى العالي لهذا الفريق يقوده أبطال داخل الجزائر وخارجها».
رفيق فريق جبهة التحرير لكرة القدم
كان فروخي إلى جانب فريق جبهة التحرير الوطني خلال جولته الرياضية إلى الصين وفيتنام مدة شهرين ونصف، وفي 15 أكتوبر 1959 حل الفريق الجبهوي بالصين، وحظي باستقبال مميز من طرف المسؤولين الصينين الذين أعجبوا به، واندهشت السلطات الصينية بالثقافة الواسعة للشهيد فروخي عندما قدم لهم معلومات حول الصين وتاريخها وشخصياتها الرئيسية.
سافر الفريق جبهة التحرير الوطني إلى فيتنام الشمالية يوم 5 نوفمبر 1959، وأجرى العديد من المقابلات مع الفريق الفيتنامي، ثم دعاه الرئيس الفيتنامي هوشي منه، رفقة فريق جبهة التحرير لكرة القدم إلى منزله مجاملة واعترافا منه بالقضية الجزائرية.
وقال وزير الخارجية الفيتنامي جونغ دونغ بعد أن تغلب الفريق الجزائري على المنتخب الفيتنامي بسبعة أهداف مقابل صفر: «نحن غلبنا فرنسا وأنتم غلبتمونا إذن ستغلبون فرنسا».
نظرا لخبرته وكفاءته في العمل الدبلوماسي، كلفته الحكومة المؤقتة بتمثيلها، وسافر إلى القاهرة للقيام ببعض المهام.
بعد اعتراف العديد من البلدان العربية والأجنبية بالحكومة المؤقتة، قرّرت هذه الأخيرة تعيين بعثات إلى الخارج، منهم مصطفى فروخي الذي عين مبعوثا بالصين الشعبية، لكفاءته وماضيه النضالي في الحركة الوطنية.
كانت القاهرة هي المحطة الأولى رفقة عائلته، قضى فيها 19 يوما قبل السفر إلى الصين، فكان أول رئيس للبعثة الدبلوماسية الجزائرية في بكين.
وبعد ساعات من مغادرته، جاء خبر سقوط الطائرة الروسية Iliouchine1-18 التي كان على متنها فروخي، فاستشهد مع زوجته وأولاده الثلاثة بتاريخ 17 أوت 1960 نواحي كييف، عاصمة أوكرانيا، ما عدا ابنته الكبرى ذات 8 سنوات..بعد الاستقلال نقل جثمانه إلى الجزائر، ودفن بمقبرة العالية.

مفدي زكريا يرثي شهيد الدّبلوماسية
نقل الشّهيد وعائلته إلى تونس، وشيّعت جنازته بحضور عدد كبير من أعضاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والحكومة التونسية، وأرسلت برقيات من العديد من الشخصيات من بينهم رئيس جمهورية الصين الشعبية لتقديم التعازي لفقدان شخصية مناضلة ودبلوماسي فذ.
ألقى عبد الحميد مهري، وزير الثقافة والشؤون الاجتماعية الجزائرية، كلمة تأبينية في مقبرة الجلاز، وألقى مفدي زكريا قصيدة رثي فيها الشهيد، مذكّرا بنضاله في سبيل الجزائر، يقول في مطلعها:
أي صقر في السّماء اختفى؟
أي نجم في النّهايات انطفى؟
أسفيرا نحو أملاك السما
أم لبكين بعثتم مصطفى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.