بعد أسبوع فقط من إعلان فرنسا رسمياً إنهاء عملية «برخان»، آخر وكبرى عملياتها العسكرية في دول الساحل الأفريقي، رجحت تقارير ألمانية إقدام برلين على خطوة مماثلة بسحب ما تبقى من قواتها في مالي، لتنهي بذلك وجودها العسكري في تلك المنطقة التي تشهد نمواً مضطرداً لأنشطة الجماعات الإرهابية، ولتلحق بنظيرتيها الأوروبيتين؛ بريطانياوفرنسا. أفاد تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أن الحكومة الألمانية تواصل درس سحب قوات الجيش الألماني من مالي، ورغم النفي الرسمي من جانب وزارة الدفاع الألمانية اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد، فإن نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فولفجانج بوشنر، أبقى الباب مفتوحاً أمام التكهنات عندما أشار في تصريحات صحافية إلى أن «التشاور لا يزال جارياً في الحكومة»، مضيفاً: «لا أريد أن أستبقه هنا بتكهنات». وكانت مصادر إعلامية، ذكرت استناداً إلى دوائر حكومية، أن ديوان المستشارية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية توصلوا إلى اتفاق مبدئي حول انسحاب الجيش الألماني من مالي في موعد أقصاه نهاية 2023. وتتعرّض الحكومة الألمانية لانتقادات داخلية متصاعدة من جانب نواب وسياسيين، يعتقدون في عدم جدوى للوجود العسكري الألماني في دول الساحل، ويطالبون بسحب فوري لما تبقى من تلك القوات، ومعظمهم من المشاركين في مهمة «مينوسما» التي تقودها الأممالمتحدة حالياً، وتشير تقديرات إلى مشاركة ألمانيا فيها بنحو 1200 عسكري يتمركزون في مالي. وكانت الخارجية الألمانية أعربت في فيفري الماضي عن رفض برلين مشاركة جيشها في مهام قتالية في دول الساحل الأفريقية، وجاء الرفض رداً على مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدول الأوروبية ب «مشاركة أكبر في مكافحة الارهاب في منطقة الساحل الأفريقي». باريس تقطع مساعداتها عن باماكو من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، وقف باريس مساعداتها التنموية لمالي بعد ثلاثة أشهر من إنهاء سحب قواتها من البلاد، على خلفية مزاعم باستعانة باماكو بمقاتلين من مجموعة فاغنر. وقدّمت وكالة تمويل التنمية الفرنسية منحا لمالي بنحو 310 مليارات فرنك أفريقي (488 مليون دولار) بين جانفي 2013 وسبتمبر 2017، وفقا للأرقام المنشورة على الموقع الإلكتروني لسفارة مالي لدى فرنسا. وحذّرت جمعيات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية، من أن خفض التمويل قد تكون له آثار مدمرة على الجهود المبذولة للتخفيف من حدة الفقر لملايين الناس. كما نبّهت جمعيات عدة بينها «أطباء العالم» و»هانديكاب إنترناشيونال» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أنّ 7.5 ملايين مواطن مالي بحاجة إلى المساعدة، أي «أكثر من 35 بالمئة من سكان البلاد».