تتواصل بقصر المعارض بالصنوبر البحري لليوم السابع فعاليات الدورة 23 من الصالون الدولي للحرف والصناعات التقليدية المتواصل إلى غاية 02 ديسمبر الداخل، حيث تعتبر التظاهرة بمثابة تواصل وتبادل ثقافي بامتياز بين الدول العربية والأسيوية والافريقية المشاركة وبين الجزائر، ثمّنها الحرفيّون الذين جاؤوا بعروض راقية وبأجود المنتجات الصناعة التقليدية، كما استحسنوا تزامنها وشهر البطولات والأمجاد. يعود الصالون الدولي للحرف والصناعات التقليدية للواجهة من جديد، والمنظم من طرف الوكالة الوطنية للصناعة التقليدية في طبعة جديدة، بعد تراجع تداعيات الجائحة العالمية التي شلت مختلف الميادين، بما فيها الأنشطة الثقافية، وتعود معها أجواء التبادل الثقافي بين العارضين. سمحت هذه التظاهرة للحرفيين الجزائريين تسويق منتوجاتهم، والتعريف بالتراث الحرفي الأصيل والمتنوع الذي تزخر به الجزائر، وفي المقابل هي نافذة لالتقاء الموروث القادم من عبق الحضارات والتقاليد لشعوب شقيقة وأخرى صديقة، ولخلق تبادلات ثقافية في المجال الحرفي، بما في ذلك الفن التشكيلي، الديكور، الأزياء التقليدية..وغيرها. على غرار الأجنحة التي عرفت توافدا للزوار، كانت لنا وقفة في جناح "القصبة" مع العارض أمين حمزاوي، القادم من مدينة تاغيت ولاية بشار، حيث شارك بمجموعة كبيرة ومتنوعة من لوحات وتصاميم وتحف فنية بتقنية الرسم على الرمال، وبالرمال تحاكي المعالم الصحراوية الجزائرية الأصيلة بقصورها ومنتجعاتها السياحية، وتعكس بيئة تاغيت الجزائرية الأصيلة. ويعتبر الرمل المادة الأولية التي تلازم كل منتوجات أمين حمزاوي المختلفة الأشكال والأحجام، كما أوضح في تصريحه: "أستخدم الكثير من أنواع الرمال بألوان وأحجام مختلفة، علما أن عدد الرمال الموجودة بولاية تاغيت يقارب 91 نوعا، ولإضافة المزيد من جمالية التحف أستعمل بعض الملونات في أنواع معينة من الرمال، حيث أن أغلب الألوان التي أعتمد عليها هي غير موجودة في الرمال الطبيعية لدى المنطقة". كما أضاف بأن الصالون الدولي للحرف والصناعات التقليدية في طبعته 23، أتاح له نقل تجربته في هذا المجال الفني التي دامت حوالي 09 سنوات، لاسيما التعريف بالموروث التاغيتي، سواء عن طريق الرسم على الرمال داخل قارورات الزجاج التي تتم باستعمال وسائل بسيطة، أو من خلال التحف الفخارية الفنية المصممة بكل دقة وجمال، الزاخرة بالنسيج الحضاري الأصيل الذي تتمتع به المنطقة التي يمثلها. ونوّه محدّثنا بالتراث الجزائري الصحراوي، والذي يستحق أن يسوق على أكثر من صعيد، ناهيك التعريف بالحرف التقليدية المرافقة له، والذي يمثل جزءا مهما من هويتنا الجزائرية. للإشارة، تعرف الطبعة 23 من الصالون الدولي للحرف والصناعات التقليدية، مشاركة 200 حرفي وطني، و56 حرفيا أجنبيا مشاركا من 09 دول أجنبية والمتمثلة في: تونس، فلسطين، موريتانيا، النيجر، مالي، جنوب إفريقيا، مصر، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وباكستان.