تعززت الساحة الثقافية بالمسيلة بمولود جديد تحت عنوان: "المعتقلات ومراكز التعذيب الاستعمارية بمنطقة الحضنة" من تأليف الدكتور نور الدين مقدر، حيث يروي من خلاله أحداث الثورة التحريرية بمنطقة الحضنة والتعريف بأهم مراكز التعذيب والاتفاقيات الدولية من سياسة التعذيب. أكد الدكتور نور الدين مقدر أن كتابة الجديد بعنوان: "المعتقلات ومراكز التعذيب الاستعمارية بمنطقة الحضنة" تناول في 622 صفحة، مختلف النقاط المتعلقة بانتشار الثورة بمنطقة "الحضنة" وأهم المراكز والمعتقلات الخاصة بتعذيب الجزائريين وفق دراسة مبنية على الروايات الشفوية التي استقاها من الموقوفين والمعتقلين أثناء الثورة بمنطقة الحضنة، انطلاقا من التعريف الجغرافي والتاريخي لمنطقة الحضنة، من حيث موقعها وحدودها الجغرافية مع لمحة تاريخية عن الاحتلال الفرنسي للمنطقة وأهم الانتفاضات الشعبية والأوضاع العامة للمنطقة. وتناول الدكتور نور الدين مقدر المتخصص في التاريخ، في الفصل الأول من كتابه انتشار الثورة بمنطقة الحضنة وكيفية وصولها إليها، وكذا التنظيم السياسي والعسكري للثورة التحريرية والأهمية الاستراتيجية للمنطقة خلال الثورة، ناهيك عن التطرق إلى أهم الحركات المناوئة للثورة، بالإضافة إلى الحديث مطولا عن السياسة القمعية الفرنسية انطلاقا من التعزيزات وإصدار القوانين الاستثنائية. وركز الكاتب مقدر في كتابه بشكل كبير عن المعتقلات ومراكز التعذيب بالحضنة، خاصة فيما تعلق بظروف وعوامل إقامتها، مستشهدا بمعتقل منطقة "الشلال" الذي أنشئ بحسبه بداية الثورة وكان بمثابة المعتقل الذي عانى فيه المعتقلون من مختلف أنواع التعذيب، أين تم غلقه وتحويل المعتقلين إلى معتقل "الجرف الشهير" وقد تطرق الكاتب إلى موقعه وإنشاءه وتسييره، بالإضافة إلى حياة المعتقلين داخله وتعرضهم لمختلف أساليب وأنواع التعذيب. الباحث في التاريخ نور الدين مقدر سلط الضوء أيضا على "التعذيب والقانون الدولي، واستعرض قوانين الحرب الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان وحقوق أسرى الحرب، كما تناول مواقف مختلفة من التعذيب الفرنسي خلال الثورة التحريرية في الجزائر، والمتمثل في الموقف الفرنسي الرسمي وموقف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفرنسي، بالإضافة إلى الموقف الجزائري الرسمي، موقف الأحزاب والمنظمات والمجتمع المدني بعد الاستقلال من التعذيب الفرنسي وتجاوزات فرنسا من خلال استخلاص نتائج والوصول إلى حقائق تاريخية.